للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزّنبورك (١) يرمون من دنا من البحر، فلما وصل الأسطول الاسلامى استطال عليها وأبعدها، [٣٠٧] فأحاط بهم المسلمون، وقاتلوهم برا وبحرا، فبينماهم في استظهار وظفر إذ ملك الفرنج خمسة من شوانى المسلمين، وأسروا مقدميها ورئيسها عبد السلام المغربى، ومتوليه بدران الفارسى، فألقى جماعة أنفسهم في البحر، فمن ناج وهالك، وذلك أنهم سهروا تلك الليلة بازاء ميناء صور إلى


(١) الزنبورك: والجمع زنبوركات - قد يعنى نوعا من القسى التي ترمى عنها السهام، وقد تعنى نوعا من السهام ذاتها؛ فمن النصوص التي تؤيد المعنى الأول ما ورد في: (ابن الأثير: الكامل، ج ١٢، ص ٤) عند حديثه عن فتح صهيون سنة ٥٨٤، إذ يقول: " ودام رشق السهام من قسى اليد، والجرخ، والزنبورك، والزيار "، فهذه جميعا أنواع معروفة من القسى، وذكر الزنبورك بينها دليل على أنه واحد منها؛ وجاء أيضا في: (العماد: الفتح القسى، ص ١٦٨): " وتوتير الجروخ والزنبوركات، وتطيير الناوكات " فالتوتير لا يكون إلا للقوس، والتطيير لا يكون إلا للسهم، فالناوك - تبعا لهذا - نوع من السهام؛ وجاء أيضا في: (الحسن بن عبد الله: آثار الأول، ص ١٤٦): " الروم أهل صنائع وحرف وحكم، وفيهم صبر وخدمة، ولهم حيل في السياسات ووضع آلات حربية، وحظهم في الفروسية قليل، ولهم ضرب بالسيف، ورمى بالجرخ والزنبورك. . . الخ "؛ وفى (الروضتين، ج ٢، ص ١١٩) " مراكب وحراريق وفيها رماة الجروخ والزنبوركات ".
ولكن (Dozy : Supp .Dict .Arab) يورد نصا آخر نقلا عن تاريخ بطارقة الاسكندرية يؤيد المعنى الثانى، أي أن الزنبورك يعنى نوعا من السهام، وقال:
(Suivant I'histoire des patriarches d'Alexandrie,Le Zenbouek etait une fleche,de l'epaisseur du pouce,de la longueur d'une coudee,qui avait quatre faces; la pointe de la fleche etait en fer,et des plumes en rendaient le vol plus sur Partout ou ce trait tombait,il transpercait;il traversait quelquefois du meme coup deux hommes places l'un derriere l'autre,percant a la fois la cuirasse et l'habillement du soldat;il allait ensuite se planter en terre;il penetrait meme dane la pierre des murailles) .
وترجمة هذا النص: " الزنبورك سهم في سمك الابهام وفى طول الذراع، وله أربع أوجه، وطرفه من الحديد؛ وهو مريّش ليكون في انطلاقه أكثر ثباتا، وحيثما سقط فإنه مؤكد الإصابة؛ وقد اخترق الزنبورك أحيانا - في رمية واحدة - جسمى رجلين اثنين وقف أحدهما خلف الآخر؛ واخترق في نفس الوقت درع الجندى وملابسه، ثم نفذ بعد ذلك واستقر في الأرض؛ وقد يصيب كذلك أحجار الأسوار ". =

<<  <  ج: ص:  >  >>