للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلاع، وتمكن منها النقب حتى بلغ طوله ستين (١) ذراعا، وعرضه أربعة أذرع، واشتد الزحف عليه، حتى صعد الناس الجبل، وقاربوا السور، وتواصل القتال [٣١٨] حتى صاروا يتحاذفون بالحجارة، فحينئذ استغاثوا بالأمان، فاستدعوا بقاضى جبلة، فدخل إليهم، وقرّر لهم قاعدة الأيمان، فأجيبوا إليه، وعادوا الناس عنهم إلى خيامهم وقد أخذ منهم التعب.

ولما كان صبيحة السبت دخل إليهم قاضى جبلة، واستقر الحال معهم على أن يطلقوا بنفوسهم وذراريهم ونسائهم وأموالهم، خلا الغلال والذخائر وآلات السلاح والدواب، وأطلق لهم دواب يركبونها إلى مأمنهم، ورفع العلم السلطانى على السور في يوم السبت؛ فأقام السلطان عليها يوم الأحد سابع عشر من جمادى الأولى.

ومن جملة كتاب كتبه السلطان إلى أخيه سيف الدين طغتكين بن أيوب - صاحب اليمن -:

" وهذه اللاذقية مدينة واسعة، وخطة جامعة، معاقلها لا ترام، وأعلاقها لا تستام، وهى أحسن بلاد الساحل وأحصنها، وأزيدها أعمالا وضياعا وأزينها، وما في البحر مثل ميناها، ولا للمراكب (٢) الواردة إليها مثل مرساها، وهى جنة كان يسكنها أهل الجحيم، وطالما مكثت بالكفر دار بؤس فعادت بالإسلام دار نعيم ".

وكانت شوانى صقلية قد قابلت في البحر اللاذقية، طلبا (٣) لا متناعها، فلما فتحت وقف السلطان على شاطئ البحر بعساكره، فطلب مقدم تلك الشوانى


(١) النص في (الروضتين، ج ٢، ص ١٢٦): «عشرين ذراعا».
(٢) الأصل: " المراكب "، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٢٨).
(٣) النص عند العماد (المرجع السابق): " طمعا في امتناعها ".

<<  <  ج: ص:  >  >>