للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراجلهم، وجاءت الحملة على الديار بكربة، وكان بهم غرة عن الحرب (١)، فانهزموا هزبمة قبيحة، وسرى الأمر حتى انهزم معظم الميمنة.

واتبع العدو المنهزمين (٢) إلى العياضية، فإنهم استداروا حول التل، وصعد العدو إلى خيم السلطان، وجالوا حولها جولة، ثم رأوا انقطاع أصحابهم عنهم، فاتحدروا عن التل، وأما الميسرة [فقد] ثبتت إذ لم تصادفها الحملة.

وطاف السلطان على الأطلاب ينهضهم ويعدهم الوعود الجميلة، ويحثهم على الجهاد، وينادى بالإسلام، ولم يبق معه إلا خمسة أنفس، وهو يطوف ويتخرق الصفوف، وأوى إلى تحت التل الذى عليه الخيام، وأما المنهزمون فإنه بلغت هزيمتهم إلى الأقحوانة قاطع جسر طبرية ومنهم من تم إلى دمشق.

قال عماد الدين الكاتب:

" كنت في جماعة من أهل الفضل، ونحن على بغال بغير أهبة (٣) قتال، فرأينا العسكر موليا، والمنهزم عما تركه من خيامه ورحله متخليا، فوصلنا إلى طبريه فيمن وصل، ووجدنا ساكنها قد أجفل، فسقنا إلى جسر الصنبرة، ونزلنا على شرقيه، وكل منا ذاهل عن شبعه وريّه، ومن المنهزمين من بلغ عقبة فيق [وهو غير مفيق] (٤)، ومنهم من وصل إلى دمشق وهو غير معرج على طريق ".

وأما المتبعون للمنهزمين فإنهم تبعوهم إلى العياضية، فلما رأوهم قد صعدوا الجبل رجعوا عنهم، وجاءوا عائدين إلى عسكرهم، فلقيهم جماعة من الغلمان


(١) الأصل: " عزة في حراب الافرنج "، والتصحيح عن الأصل المنقول عنه وهو (ابن شداد، ص ٩٤). أنظر أيضا (الروضتين، ج ٢، ص ١٤٥).
(٢) الأصل: " المنهزمون "، والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٣) لشرح هذا المصطلح راجع: (مفرج الكروب، ج ١، ص ٢١٨؛ هامض ٣)
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة عن المرجع المنقول عنه هنا وهو العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٤٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>