للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاد السلطان وجلس أصحابه في خدمته يتذاكرون من فقد منهم، فكان مقدار من فقد منهم من الغلمان المجهولين (١) مائة وخمسين.

واستشهد في ذلك اليوم ظهير الدين أخو الفقيه ضياء الدين عيسى.

قال القاضى بهاء الدين:

" ولقد رأيت الفقيه عيسى وهو جالس يضحك والناس يعزونه، وهو ينكر عليهم، وهو يقول: هذا يوم الهنا لا يوم العزا ".

واستشهد في ذلك اليوم الأمير مجلى بن مروان، والحاجب خليل الهكّارى.

وأما قتلى العدو فحزرنا قتلاهم سبعة آلاف نفس.

قال القاضى:

" ولقد رأيتهم وقد حملوا إلى شاطئ النهر ليلقوا (٢) فيه، فحزرتهم بدون (٣) سبعة آلاف ".

وكانت الهزيمة لما وقعت على المسلمين أولا، ورأى الغلمان خلو الخيام، وظنوا أن الكسرة تتم، وأن العدو لابد أن يستأصل الخيم، ووضع الغلمان أيديهم ونهبوا جميع ما كان فيها، وذهب من الناس أموال عظيمة، وكان ذلك أعظم من الكسرة، فلما عاد السلطان إلى المخيم، ورأى ما قد تم على الناس من نهب الأموال والهزيمة سارع في الكتب والرسل في رد المنهزمين، وتتبع من شذّ (٤) من العسكر، وتتابعت الرسل في هذا [٣٤٣] المعنى حتى بلغت عقبة فيق وردوهم


(١) الأصل: " غير المجهولين " والتصحيح عن ابن شداد.
(٢) الأصل: " ليكنفوا " والتصحيح عن (ابن شداد، ص ٩٦) و (الروضتين، ج ٢، ص ١٤٥).
(٣) س: " فوق " وما هنا يتفق ونص ابن شداد.
(٤) س: " سلم " وما هنا يتفق ونص ابن شداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>