للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رجلا عالما فاضلا شاعرا زاهدا، سافر من حماة بلده إلى الديار المصرية، ومدح العاضد والصالح رزيّك، وأحسنا إليه إحسانا كثيرا، وسافر في البحر فأسره الفرنج ثم منّ الله تعالى بإطلاقه، وحج إلى بيت الله تعالى، وزار قبر النبى - صلى الله عليه وسلم - وامتدحه بقصيدة أولها:

دع العيس في طىّ الفلا تبلغ المدى، ... فقد ألهمت أنّ المسير إلى هدى

لقد غنيت بالقصد عن جاذب السّرى (١) ... كما شغلت بالشوق عن سائق الحدا

سرت فرأت طيب المعرّس في السّرى، ... وعدت ظما التأويب في الخمس موردا

أعدّ لها في قبضها بأناملى ... يدا، كلما ألقت إلى يثرب يدا

[٣٤٤] ولم أر في الأيام يوما مباركا ... علىّ، كيوم زرت فيه محمدا

وأنّ رسول الله أكرم شافع ... لوفد، وأولى أن يزار ويقصدا

وهى طويلة جدا. وناداه - صلى الله عليه وسلم - يودعه بهذين البيتين:

يا خاتم الرسل سل الله لى ... خاتمة محمودة العاقبه

ولا تردنّ (٢) يدى - بعد ما ... مددتها مستشفعا - خائبه

فذكر أنه نام فرأى النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول له: " قبلت يابن رواحة "، فقبل الله شفاعة رسوله فيه، وقبضه شهيدا إليه بمرج عكا، وشارك (٣)


(١) الأصل: " البرى " وما هنا عن س (ص ٩١ ب).
(٢) الأصل: " ولا يردان " والتصحيح عن س.
(٣) الأصل: " وسار إلى " والتصحيح عن س.

<<  <  ج: ص:  >  >>