للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتواصلت الأمداد من البحر إليهم يتلو بعضها بعضا؛ وكان كلما نقض من العدو عدد جاء من داخل البحر أمثاله (١).

وفى هذه السنة توفى الفقيه ضياء الدين عيسى الهكارى - رحمه الله - وذاك في تاسع ذى القعدة بمنزلة الخروبة؛ والأمير عز الدين موسك بن جكر (٢) وهو ابن خال السلطان.

وورد على السلطان من مصر كتاب فاضلى يبشر فيه بمولد الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك العزيز عماد الدين عثمان؛ وهو الذى ملك بعد أبيه - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى - وأول الكتاب:

«المملوك يقّبل الأرض بين يدى مولانا الملك الناصر دام رشاده وإرشاده؛ وزاد سعده وإسعاده؛ وكثرت أولياؤه وعبيده وأعداده؛ واشتد بأعضاده فيهم اعتضاده؛ وأنمى الله عدده حتى يقال هذا آدم الملوك وهذه أولاده؛ وينهى أن الله - وله الحمد - رزق الملك العزيز - عز نصره - ولدا مباركا [٣٤٩] عليا؛ ذكرا سويا؛ برّا زكيا، نقيّا تقيا، من ذرية كريمة بعضها من بعض، ومن بيت شريف كادت ولاته تكون ولاة في السماء، ومماليكه تكون ملوكا في الأرض، وكان مقدمه الميمون في ليلة الأحد، وهى من الجمعة أولى العدد، وبه وبآله يعز [الله] (٣) أهل الجمعة ويذل أهل الأحد».


(١) بعد هذا اللفظ في س: «قال القاضى» ويقصد به المؤلف ابن واصل.
(٢) الأصل: «موسكى بن خلو» وفى س: «موسى بن حلوا»، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٤٩).
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين عن النص الوارد في (الروضتين، ج ٢: ص ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>