للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ووصل إلى السلطان] (١) كتاب كاغيلوس الأرمنى - صاحب قلعة الروم - وهو للأرمن بمنزلة الخليفة عندنا، ونسخة كتابه:

" كتاب الداعى المخلص كاغيلوس: مما أطالع به علوم مولانا ومالكنا السلطان الملك الناصر جامع كلمة الإيمان، رافع علم العدل والإحسان، صلاح الدنيا والدين (٢)، سلطان الإسلام والمسلمين، من أمر ملك الألمان وما جرى له عند ظهوره، وذلك أنه أول ما خرج من دياره دخل بلاد الهنكر (٣) غصبا، ثم دخل أرض مقدّم الروم، وفتح البلاد ونهبها، وأحوج ملك الروم إلى أن أطاعه، وأخذ رهائنه: ولده وأخاه، وأربعين نفرا من خلصائه (٤)، وأخذ منه (٥) خمسين قنطارا ذهبا، وخمسين قنطارا من فضة، وثياب أطلس مبلغا عظيما، واغتصب المراكب، وعدّى بها إلى هذا الجانب، وصحبته الرهائن إلى أن دخل حدود بلاد الملك قلج أرسلان، وردّ الرهائن، وبقى سائرا ثلاثة أيام، وتركمان الاوج يلقونه بالأغنام والأبقار والخيل والبضائع، فيداخلهم الطمع، وجمعوا من جميع البلاد، ووقع القتال بين التركمان وبينهم، وضايقوه ثلاثة أيام (٦) وهو سائر.

ولما قرب من قونية جمع قطب الدين ولد قلج أرسلان العساكر وقصده، وضرب معه مصافا عظيما، فظفر به ملك الألمان، وكسره كسرة عظيمة، وسار حتى أشرف على قونية، فخرج إليه جموع عظيمة من المسلمين، فردّهم مكسورين، وهجم قونية بالسيف وقتل منها عالما عظيما من المسلمين، وأقام بها خمسة أيام،


(١) ما بين الحاصرتين عن س (٩٨ ب)، وبها يتم المعنى.
(٢) الأصل: «الدين والدنيا»، وما هنا عن س، وهو أفضل لتتم به السجعة التالية.
(٣) الأصل:: «الهنك»، وما هنا عن س، وهو الأصح، والمقصود بها بلاد هنغاريا أو المجر
(٤) س: «جلسائه».
(٥) الأصل: «منهم» وما هنا عن س، وهو الأصح.
(٦) الأصل، «ثلاثة وثلاثين يوما»، والتصحيح عن س (٩٩ أ) و (الروضتين، ج ٢، ص ١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>