للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها من المال، وكان الأمر على ما حدس، فإنهم لما فارقوا أنطاكية لم يعودوا إليها، وفاز الابرنس - صاحب أنطاكية - بكل ما صار فيها.

وجاءت فرقة من الألمانية إلى بغراس، وظنوا أنها بعد بأيدى الكفر، ففتح والى القلعة الباب، وأخرج أصحابه، وتسلم ما مع الألمانية من الأموال بصناديقها، وأسر منهم وقتل كثيرا، وخرج بعد ذلك أهل حلب وجندها إلى طريقهم والتقطوهم، فكان الواحد يأسر جماعة منهم، وهانوا في الأنفس بعد ما كان قد تهيبوا هيبة عظيمة، وبيعوا في الأسواق بالثمن البخس.

وذكر القاضى بهاء الدين بن شداد:

أن ملك الألمان لما توفى وقام ولده مقامه، مرض مرضا عظيما في بلاد ابن لاون، وأقام معه خمسة وعشرون فارسا، وأربعون داويّا، وجهز عسكره نحو أنطاكية حتى يقطعوا الطريق، ورتبهم ثلاث فرق لكثرتهم، ثم إن الفرقة الأولى اجتازت تحت قلعة بغراس، ومقدمها كند كبير (١) عندهم، وأن عسكر بغراس مع قلته أخذ منهم مائتى رجل قهرا ونهبا، وكتبوا إلى السلطان يخبرون عنهم بالضعف العظيم، والمرض الشديد، وقلة الخيل والعدد والآلات.

ولما اتصل خبرهم بالنواب بالبلاد الشامية سيّروا إليهم عسكرا يكشفون أخبارهم، فوقعوا على جمع عظيم منهم قد خرجوا لطلب العلوفة، فقتلوا وأسروا زهاء عن خمسمائة نفس (٢).

قال القاضى بهاء الدين:

ولقد حضرت من يخبر السلطان عنهم، ويقول: " هم عدد كثير، ولكنهم ضعفاء قليلو الخيل والعدة، وأكثر ثقلهم على حمير وخيل ضعيفة "، قال الحاكى:


(١) الأصل: «فقدمها لبذكر» والتصحيح عن س (١٠٠ أ).
(٢) س: «فارس».

<<  <  ج: ص:  >  >>