للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر وصول العساكر إلى المعسكر السلطانى]

ولما أقبل الربيع توافت العساكر وفاء بموعدها، فأول من قدم الأمير علم الدين سليمان بن جندر - صاحب عزاز وبغراس -، والملك الأمجد بهرام شاه ابن فرخشاه - صاحب بعلبك -، وبدر الدين مودود - والى دمشق -؛ وتواترت الأمراء ففى كل يوم يقدم أمير.

ووصل إلى الفرنج أمداد من البحر، فوصل ملك افرنسيس فليب (١) في عدة كثيرة، وهو من أعظم ملوكهم، وكانوا يتواعدون به حتى قدم، وكان الذين قدموا معه في ست بطش، وكان العدو يتوهم وصوله في أضعاف ذلك، فلما قدموا وعدهم بالمدد بعده؛ ثم قدم بعده كند فرير (٢)، وكان مقدما عظيما عندهم وكان حاصر حماة وحارم عام الرملة.

[ذكر استيلاء فخر الدين أسامة على سفن الانكلتير]

ولما كان السادس والعشرين من ربيع الآخر من هذه السنة وصل ملك الانكلتير، وهو ملك عظيم من الفرنج إلى قبرص، واشتغل بسبب أخذها عن الوصول إلى عكا، وأقام حتى أخذها عنوة من صاحبها، وكانت مقدمات سفنه قد وصلت، فاجتازت على بيروت وبها الأمير عز الدين أسامه، فاستولى على خمس منها مملؤة رجالا ونساء وأموالا وخيلا، وكان في الزيب - وهو شمالى عكا - طائفة من المسلمين يجهزون السفن الداخلة إلى عكا، ويقطعون الطريق على الفرنج.


(١) الأصل: " فلبث "، والتصحيح عن المرجع السابق، ص ١٨٣
(٢) الأصل: " فريد "، والتصحيح عن المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>