للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر مضايقة الفرنج بعكا وجدّهم في حصارها

ولما كان يوم الخميس رابع جمادى الأولى من هذه السنة زحف الفرنج إلى عكا، ونصبوا عليها سبعة مناجيق، ووصلت كتب أهل عكا إلى السلطان بالاستنفار العظيم وشغل العدو عنهم، فركب السلطان في العساكر، وكان هذا دأب السلطان كلما زحف العدو إلى البلد، وكانت العلامة بينهم [٣٧٦] وبين السلطان أنه متى زحف العدو عليهم دقوا الكوسات (١)، فتدق كوسات السلطان إجابة لهم.

ذكر تحويل السلطان إلى تل العياضية

ووصول ملك الانكلتير

ولما اشتدت مضايقة البلد، واستبعد السلطان المنزلة التي هو بها، فحوّل إلى تل العياضية في تاسع جمادى الأول.

ولما كان الثالث عشر من هذا الشهر وصل ملك الانكلتير من جزيرة قبرص ومعه خمس وعشرون قطعة، هو وأصحابه كلهم شاكون السلاح، فبلى الثغر منه بغير البلاء الأول، ومجانيق العدو مع ذلك توالى الرمى إلى البلد، وتمكن الفرنج من الخندق، وشرعوا في طمه، ورموا فيه جثث الموتى والخنازير والدواب النافقة، وافترق المسلمون فرقتين: فرقة تلقى من الخندق مارمى فيه، وفرقة تقاتل العدو.


(١) لشرح هذا المصطلح راجع: (مفرج الكروب، ج ١، ص ١١، هامش ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>