للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم شرعوا [فأقاموا] (١) في وسط خيامهم حائطا مستطيلا (٢) يشبه السور من التراب، وتلالا تشبه الأبرجة مدوّرة، ورفعوها بالأخشاب، وعالوها بالحجارة، فلما كملت أخذوا التراب من ورائها ورموه قدّامها، وهم يتقدمون أول فأول، وترتفع حالا بعد حال، حتى صارت منه كنصف غلوة سهم، وقد كان الجمر والنار يؤثران في أبرجة الخشب، وهذه أبراج وستائر للرجال، ومنجنيقات من العطب لا تؤثر فيها الحجارة الرامية، ولا تعمل فيها النار الحامية ".

[ذكر من وصل من العساكر الإسلامية]

وفى آخر جمادى الأولى من هذه السنة وصل مجاهد الدين برتقش ومعه عسكر سنجار.

وفى ثانى جمادى الآخرة وصل ابن عز الدين مسعود - صاحب الموصل - في عسكره، ووصل علم الدين كرجى، وسيف الدين سنقر الدووى، وغيرهما من الأمراء الأسدية في عساكر مصر.

وكان الملك المظفر تقى الدين لما فارق خدمة عمه السلطان، وتوجه إلى الشرق لتسلم البلاد التي عينت له، تعرض لبلاد مجاورة، فكره السلطان ذلك.

وتأخر عسكر ديار بكر من المجئ إلى الغزاة، واعتذروا بالخوف من جوار الملك المظفر فقال السلطان:

" هذا من عمل الشيطان، وفى مثل هذا الوقت يتعرض لما يغضب الله تعالى، وإنى أخاف عليه في هذه السنة ".

فكان ما سنذكره.


(١) ما بين الحاصرتين عن المرجع السابق.
(٢) الأصل: " مستعليا "، والتصحيح عن المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>