للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ستة آلاف غرارة [غلة] (١) تحمل للسلطان من الصلت والبقاء إلى القدس، واستزاد الملك العادل قلعة جعبر على البلاد الشرقية، فأجيب إلى ذلك، فامتنع الملك الظاهر من تسليمها إليه، ثم أجاب بعد ذلك (٢).

وسار الملك العادل من القدس في العشر الأول من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

وكتب السلطان إلى الملك الأفضل يأمره بالعود إليه، فعاد منكسر القلب متعتبا، ووصل إلى دمشق، ولم يصل إلى خدمة السلطان؛ فلما (٣) أشتد خبر الفرنج سيّر إليه يطلبه، فما وسعه التأخير، فسار إليه بطلبه وصحبته العساكر الواصلة من الشرق، فلقيه السلطان، وترجّل له جبرا لقلبه وتعظيما له (٣).

وأما الملك العادل فإنه وصل [٣٩٥] إلى حرّان والرّها، وقرر أمرهما، واستقر للملك المنصور حماة وسلمية والمعرة ومنبج وقلعة نجم.

وعاد الملك العادل في آخر جمادى الآخرة إلى خدمة السلطان، وفى صحبته الملك المنصور [محمد بن تقى الدين] (٤)، فلقيه الملك الظاهر ولد السلطان إلى بيت نوبة، ودخل به على السلطان، فنهض إليه واعتنقه، وضمه إلى صدره، وغشيه البكاء، فصبّر نفسه حتى غلبه الأمر فبكى، وبكى الناس لبكائه ساعة، ثم باسطه، وسأله عن الطريق، وكان معه عسكر جميل، فقرت عين السلطان به، وأنزله في مقدمة عسكره.


(١) ما بين الحاصرتين عن المرجع السابق.
(٢) بعد هذا اللفظ في س (١٢٧ ب): " وللملك المنصور البلاد الشامية التي كانت بيد والده ".
(٣) هذه الفقرة غير موجودة في س في هذا الموضع، وإنما وردت فقرة أخرى تؤدى معناها بعد كلمة " قلعة نجم " في السطر التالى، ونصها: " ثم إن السلطان استدعى بولده الملك الأفضل إلى عنده فاسترضاه، وقام له قائما عند لقياه، ووعده من البلاد بما هو خير مما أخذ منه من البلاد الشرقية، ثم خلع عليه خلعة سنية، وأسرفه إلى منزله، وقد طاب قلبه بما وعده ".
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة عن س.

<<  <  ج: ص:  >  >>