للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الموت، فلعل ببركة هذه النية يندفع العدو، فاستحسن [الجماعة] (١) ذلك، ووافقوا [٣٩٩] عليه.

ثم شرع السلطان بعد أن سكت زمانا في صورة مفكر (٢)، والناس سكوت كأن على رؤوسهم الطير، وقال:

" الحمد لله، والصلاة على رسول الله، اعلموا أنكم جند الإسلام اليوم ومنعته (٣)، وأنتم تعلمون أن دماء المسلمين وأموالهم وذراريهم متعلقة في ذممكم (٤)، وأن هذا العدو ليس له من المسلمين من يلقاه ألا أنتم، فلو لويتم أعنتكم - والعياذ بالله - طوى البلاد طىّ السجل للكتاب، وكان ذلك في ذمتكم، فإنكم أنتم الذين تصديتم لهذا، وأكلتم [مال] (١) بيت مال المسلمين، فالمسلمون في سائر البلاد متعلقون بكم، والسلام ".

فانتدب (٥) لجوابه سيف الدين المشطوب، وقال:

«يا مولاى: نحن مماليك وعبيدك، وأنت الذى أنعمت علينا، وكبّرتنا وعظمتنا وأعطيتنا وأغنيتنا، وليس لنا إلا رقابنا وهى بين يديك، والله ما يرجع أحد منا عن نصرتك إلى أن يموت ".

فقال الجماعة مثل ما قال، وانبسطت نفس السلطان بذلك المجلس، وطاب قلبه، وأطعمهم، ثم انصرفوا.


(١) ما بين الحاصرتين عن: (ابن شداد: السيرة، ص ٢١٢)
(٢) الأصل: " فكر "، والتصحيح عن المرجع السابق.
(٣) الأصل: " وشيعته "، والتصحيح عن المرجع السابق.
(٤) الأصل: " ذمتكم "، والتصحيح عن المرجع السابق، وهو الأصل المنقول عنه هنا.
(٥) الأصل: " فابتدر "، والتصحيح عن المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>