للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال:

" والله إنه لعظيم، والله ما ظننته يأخذ يافا في شهرين، فكيف أخذها في يومين؟! "

ثم قال لأبى بكر الحاجب:

تسلم على السلطان، وتقول له: بالله عليك أجب سؤالى في الصلح، فهذا أمر لابد منه، ولابد لهذا الأمر من آخر، وقد هلكت بلادى وراء (١) البحر، وما دوام هذا مصلحة لا لنا ولا لكم ".

فأرسل السلطان إليه في الجواب:

" إنك [كنت] (٢) طلبت [الصلح] (٢) أولا على قاعدة، وكان الحديث في يافا وعسقلان، والآن فقد خربت هذه يافا، فيكون لكم من قيسارية إلى صور ".

فأجابه الانكلتير:

" إن قاعدة الفرنج أنه إذا أعطى واحد لواحد بلدا صار تبعه وغلامه، وأنا أطلب منك هذين البلدين: يافا وعسقلان، وتكون عساكرهما في خدمتك دائما، وإذا احتجت إلىّ وصلت إليك في أسرع وقت، وخدمتك كما تعلم خدمتى ".

فأجابه السلطان:

حيث دخلت هذا المدخل فنتفق على أن نجعل البلدين قسمين: أحدهما لك، وهو يافا وماوراءها، والثانى لى، هو عسقلان وماوراءها ".


(١) الأصل: «وورائى»، والتصحيح عن الروضتين.
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين عن (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٢) ليستقيم المعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>