للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر عزم السلطان

على كبس الانكلتير، وانصرافه عنه

ثم بلغ السلطان أن الفرنج قد رحلوا من عكا قاصدين يافا، فسار إلى العوجا، فنزل بها، ثم بلغه أن العدو دخل قيسارية، ولم يبق فيه مطمع، وبلغه أن الانكلتير خارج يافا في نفر يسير، فوقع له أن يكبسه، فأتاه، فوجد خيمه عشر خيم، فحمل عليهم، فثبتوا ولم يتحركوا عن أماكنهم، وكشّروا عن ناب الحرب، فارتاع العسكر منهم، ووجموا من ثباتهم وداروا حولهم حلقة، وكانت عدة الخيل سبعة (١) عشر، وقيل تسعة، والرجالة ثلاثمائة، فوجد السلطان من ذلك موجدة عظيمة، ودار على الأطلاب يحثهم على الحملة، فلم يجب دعاءه أحد سوى ولده الملك الظاهر، وقال له الجناح أخو المشطوب:

" قل لغلمانك الذى ضربوا الناس يوم فتح يافا وأخذوا منهم الغنيمة يحملون "

وكان في قلب العسكر غيظ على السلطان، حيث فوّتهم الغنيمة، فلما رأى السلطان ذلك غضب، وأعرض عن القتال وسار إلى يازور (٢).

وذكر أن الانكلتير أخذ رمحه ذلك اليوم، وحمل من طرف الميمنة إلى طرف الميسرة، ولم يعرض له أحد.

ثم سار السلطان إلى النطرون ثم إلى القدس، فنظر إلى العماير ورتّبها، ثم عاد إلى النطرون، وتوافت إليه العسكر، ووصل [٤٠٨] علاء الدين بن عز الدين - صاحب الوصل -، ثم قدم عسكر مصر، وفيهم سيف الدين يازكوج (٣) وجماعة الأسدية في خدمة ابنه الملك المؤيد مسعود.


(١) الأصل: «سبع».
(٢) الأصل: «باروز»، أنظر ما فات هنا ص ٣٩٤، هامش ٢
(٣) الأصل: «بالوج»، والتصحيح عن: (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>