للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليتضح النهج القاصد، ولتقوم الحجة على الجاحد؛ وليكون لشيعته إلى الجنة نعم الشافع والرائد، وليأتى الله به بنيان الأعداء من القواعد، وليبيّن لهم الذى اختلفوا فيه وليعلموا أنما هو إله واحد.

يحمده أمير المؤمنين على ما حباه من التأييد الذى ظهر فبهر، وانتشر فعمّ نفعه البشر، والإظهار الذى اشترك فيه جنود السماء والأرض، والإظفار الذى عقد الله منه عقدا لا تدخل عليه أحكام النقض، والانتصار الذى أبان الله به معنى قوله:

{" وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ "} (١).

ويسأله أن يصلى على سيدنا محمد الأمين، المبعوث رسولا في الأميين، الهادى إلى دار الخلود، المستقل بيانه استقلال عواثر الجدود، والمعدود أفضل نعمة على أهل الوجود، والصافية بشريعته مشارع النعمة، والواضحة به الحنيفية البيضاء [٨٣] لئلا يكون أمر الخلق عليهم غمّة؛ وعلى أبينا أخيه وابن عمه أمير المؤمنين على بن أبى طالب ناصر شريعته وقسيمه في النسب والسبب، ويد الحق التي حكم لها في كل طلب بالغلب؛ وعلى الأئمة من ذريتهما وسائط الحكم، ومصابيح الظلم، ومفاتيح النعم؛ والمخفقين دعوى من باهاهم وفاخر، والباذلين جهدهم في جهاد من اتخذ مع الله إلها آخر، وسلّم وردّد، ووالى وجدّد.

وإن أمير المؤمنين لما فوّضه الله تعالى إليه من إيالة الخليقة، ومنحه من كرم السجيّة وكرم الخليقة، وبسطه من يده على أهل الخلاف، وأنجزه من موعوده الذى ليس له إخلال ولا إخلاف، وأوضحه من براهين إمامته للبصائر، وحفظ به على الإسلام من طليعة المبادئ وساقة المصاير، وأورثه من المقام الذى لا ينبغى إلا له في عصره، واستخدم فيه السيوف والصروف من تأدية فرائض


(١) السوره، (البقره)، الآية ٢٥١ (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>