للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجهاد: فأنت راضع درّه، وناشئة حجره، وظهور الخيل مواطنك، وظلال الجبل مساكنك؛ وفى ظلمات مشاكله تجلى محاسنك، وفى أعقاب نوازله تتلى ميامنك؛ ف‍شمر له عن ساق من القنا، وخض فيه بحرا من الظبا؛ واحلل فيه عقدة كلمات الله سبحانه وثيقات الحبى؛ وأسل الوهاد بدماء العدا، وارفع برءوسهم الرّبا، حتى يأتى الله بالفتح الذى يرجو أمير المؤمنين أن يكون مذخورا لأيامك، ومشهودا به يوم مقامك بين يديه من لسان إمامك.

والأموال: فهى زبدة حلب اللّطف لا العنف، وجمّة يمتريها الرّفق لا العسف، وما برحت أجدّ ذخائر الدول للصفوف، وأحدّ أسلحتها التي تمضى وقد تنبو السيوف؛ فقدّم للبلاد الاستعمار، تقدم لك الاستثمار، وقطرة من عدل تزخربها من مال بحار.

والرعايا: فهم ودائع الله لأمير المؤمنين وودائعه لديك، فاقبض عنهم الأيدى وابسط بالعدل فيهم يديك، وكن بهم رءوفا، وعليهم عطوفا؛ واجعل الضعيف منهم في الحق قويا، والقوى في الباطل ضعيفا، ووكّل برعايتهم ناظر اجتهادك، واجعل ألسنتهم بالدعاء من سلاحك، وقلوبهم بالمحبة من أجنادك، ولو جاز أن يستغنى عن [٩٨] الوصية قائم بأمر، أو جالس في صدر، لا ستغنيت عنها بفطنتك الزكية، وفطرتك الذكية؛ ولكنها من أمير المؤمنين ذكرى لك وأنت من المؤمنين، وعرابة بركة فتلقّ رايتها باليمين.

والله تعالى يؤيدك أيها السيد الأجل - أدام الله قدرتك - بالنصر العزيز، ويقضى لدولة أمير المؤمنين على يديك بالفتح الوجيز؛ ولأهلها في نظرك بالأمر الحريز، ويمتع دست الملك ب‍؟؟؟ لى مجدك الإبريز؛ ويقر عيون الأعيان بما يظهر لك في ميدان السعادة من السبق والتبريز، ويملّيك من نحلة أنعم أمير المؤمنين بما ملّكك إياه ملك التحويز، ويلحق بك في المجد أو لك، ويحمد فيك العواقب ولك.

فاعلم ذلك من أمر أمير المؤمنين ورسمه، واعمل بموجبه وحكمه؛ إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>