للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تشتيت الشمل الناصرى، وتشعيث البيت السلطانى، فتفرّق عن الملك الأفضل كبراء دولته، ففارقه الأمير عزّ الدين أسامة - صاحب عجلون وكوكب - وهو من أجلاء الأمراء الصلاحية، فإنه لما رأى من الأحوال ما لا يعجبه فارق الأفضل وتوجه إلى الملك العزيز، ففرح بوصوله إليه وأكرمه غاية (١) الإكرام، ولما استقر عز الدين أسامة عند الملك العزيز أخذ في تحريضه على الملك الأفضل، وتقوية عزمه على قصده وأخذ دمشق منه، وقال له: «إن لم تنصر الدولة الصلاحية خذلت، وإن لم تصنها ابتذلت، وأخوك [الملك الأفضل] (٢) قد غلب على اختياره وحكم عليه وزيره الضياء الجزرى، وقد أفسد أحوال الدولة، فهو يتصرف فيها برأيه الفاسد، ويحمل أخاك على مقاطعتك ومباينتك، فإن أغفيت أغفلت، وإن أمهلت أهملت، وإن لنت غلظوا، وإن نمت تيقّظوا، ولا تلتزم باليمين فإن من شرطها صفو الوداد وصحة النيّة، ولم يوجد ذلك، فحنثهم في أيمانهم قد تحقق، وبرئت أنت من العهدة، فاقصد البلاد فإنها في يدك قبل أن يحصل للدولة من الفساد مالا يمكن تلافيه».

ثم فارق الملك الأفضل الأمير شمس الدين بن السلار - وهو من أكابر الدولة الصلاحية (٣) - وتوجّه إلى الملك العزيز، فساعد عز الدين أسامة على التحريض على الملك الأفضل، وتقوية عزم الملك العزيز على قصده.

ثم وصل إلى الملك العزيز القاضى محيى الدين بن الشيخ شرف الدين


(١) نسخة (س) بها خروم كثيرة كما سبق أن أوضحنا في الجزئين السابقين، والصفحات الماضية من هذا المجلد كلها لا مقابل لها في (س)، وبهذا اللفظ نتقابل مع نص نسخة (س) في صفحة ١١٣ امنها، وسنعمل على مقابلة الأصل على هذه النسخة كلما وجدنا للأصل مقابلا بها.
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س)، ج ١، ص ١١٣ ا.
(٣) هذه اللفظة ساقطة من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>