للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الأنبارى: «وأرسل السلطان مسعود إلى عمه السلطان [سنجر] (١) يستشيره فيمن يولى الخلافة، فأرسل إليه يقول: «لا تولى إلا من يضمنه الوزير وصاحب المخزن وابن الأنبارى»، فلما وصل السلطان إلى همذان اجتمع بنا، وأشار بهارون بن المقتدى، وعرفنا ما أمر به عمه السلطان سنجر، فقال الوزير: «إذا كان الأمر يلزمنا، فنحن نولى من نريد، وهو الزاهد الدّين الذى ليس في الدار مثله»، فقال السلطان: «من هو؟» فقال: «الأمير أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله»، فقال: «وتضمن ما يجرى منه؟» فقال الوزير: «نعم»، وكان الأمير [أبو] (١) عبد الله صهر الوزير على ابنته، فإنها دخلت يوما الدار في خلافة المستظهر بالله، فرآها الأمير أبو عبد الله، فطلب من أبيه تزويجها، فزوجه بها، فدخل بها وبقيت عنده، ثم توفيت، فقال السلطان: «ذلك إليكم»، وكتموا الحال لئلا يشتهر الأمر، فيقتل الراشد بالله عمه الأمير أبا عبد الله، ثم رحل السلطان والجماعة نحو بغداد (٢).

وأما الراشد فإنه لما بويع له ببغداد بالخلافة [٣٧] بعد مقتل أبيه المسترشد بالله. أرسل إلى الأمير عماد الدين زنكى بن آق سنقر يستدعيه لنجدته، وضمن له أن يكون السلطنة والملك للملك ألب أرسلان بن محمود بن محمد بن ملكشاه الذى عند أتابك، وأن تكون أتابكية السلطنة والخلافة بحكم عماد الدين، فوردت الرسالة على عماد الدين زنكى بذلك، وهو بظاهر دمشق محاصرها، وبها شهاب الدين محمود بن بورى، فصالحه عماد الدين زنكى، ورحل عنها، ووصل إلى حماة، وبها شمس الخواص اليتاش (٣) - نائب صاحب دمشق - وكان قد نزع يده من طاعة صاحب دمشق،


(١) ما بين الحاصرتين عن الفارقى (ذيل تاريخ دمشق، ص ٢٥١، الهامش).
(٢) بهذا اللفظ ينتهى حديث ابن الأنبارى كما رواه الفارقى وعنه ابن واصل.
(٣) كذا في الأصل، وهو في (ابن القلانسى، ص ٢٤٨): «شمس الخواص» فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>