للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتجأ إلى عماد الدين، فقبض عليه عماد الدين، وأخذ منه حماة، وسلّمها إلى صاحبه صلاح الدين الياغيسيانى، فاستناب فيها ولده شهاب الدين أحمد.

ثم توجه عماد الدين زنكى إلى بغداد لنصرة الراشد بالله، وورد إلى بغداد جماعة من ملوك الأطراف متفقين على قتال السلطان مسعود، ونصرة الراشد، وهم: السلطان داود بن محمود (١) بن ملكشاه - صاحب أذربيجان -، وبرنقش - صاحب قزوين -، والبقش الكبير - صاحب أصفهان -، وصدقة بن دبيس - صاحب الحلّة - الذى قتل السلطان أباه دبيسا، ومعه عنتر بن أبى العسكر، يدبره - لصباه - وورد أيضا ابن الأحمديلى، وانضاف إلى هؤلاء مقدمو (٢) عساكر بغداد، وهم: كج أبه، وطرنطاى، وغيرهما؛ واضطربت بغداد، ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة.

وأمر الخليفة أن يخطب بالسلطنة بعده للسلطان داوود، وتحالف الخليفة والسلطان داوود والأمير عماد الدين زنكى، وأرسل الخليفة الراشد إلى عماد الدين ثلاثين (٣) ألف دينار، ووصل بعد ذلك سلجوق شاه بن محمد - أخو السلطان مسعود - إلى واسط، وقبض على الأمير بك أبه، ونهب ماله، فانحدر إليه عماد الدين زنكى، فدفعه عنها، ثم اصطلحا، وعاد عماد الدين إلى بغداد.


(١) في الأصل: «محمد» والصحيح ما ذكرناه.
(٢) في الأصل: «مقدمين».
(٣) في (ابن الأثير، ج ١١، ص ١٤): «مائتى ألف دينار». ولاحظ أن نص ابن واصل يعود فيتفق ونص ابن الأثير، وأغلب الظن أن المؤرخين ينقلان عن الفارقى.

<<  <  ج: ص:  >  >>