للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العادل، فأعاد عليه ما ذكره الملك العزيز، فقامت قيامته وغضب غضبا شديدا، واجتمع بالملك العزيز، وعاتبه أشدّ العتب، وقرّعه غاية التقريع، وقال: «أنا أبنى وأنت تهدم»، وذكر له ما أنهى إليه، فأنكر الملك العزيز ذلك، وحقّق عند عمه بطلان هذا القول، وأنه لم يرسل إلى الملك الأفضل، ولم يقل له من هذا القول حرفا.

وانحرف عن أخيه الملك الأفضل، وبعث إليه من أزعجه وأحرجه، وإلى صرخد أحوجه، وأخذ من الملك الظافر بصرى - وكانت بيده -، فرحل إلى حلب، فأقبل عليه الملك الظاهر وأحسن إليه؛ وسار الملك الأفضل إلى صرخد بأهله وحريمه (١)، ومعه أخوه الملك المفضل قطب الدين موسى فتسلموها واستوطنوها.

ودخل الملك العزيز إلى دمشق يوم الأربعاء رابع شعبان من هذه السنة (٢١ ا) فأظهر العدل، وأبطل المكوس، وأزال المظالم، واعتقد الناس أن مقامه عندهم يطول، وفرحوا به لما كانوا يعرفونه به من الكرم والبذل، وإقامة منار العدل، ولم يشعروا به إلا وقد تقدم بالتبريز وأجمع على الرحيل إلى الديار المصرية».


(١) هذا اللفظ غير موجود في (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>