للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة خمس وتسعين وخمسمائة]

والملك العادل مضايق قلعة ماردين، وقد أشرف على أخذها.

ذكر وفاة الملك العزيز

عماد الدين عثمان بن الملك الناصر - رحمهما الله -

وكان الملك العزيز في ذى الحجة من السنة الماضية قد عزم على التوجه إلى اسكندرية ودمياط للنظر في مصالحهما، فبرز في السادس والعشرين من الشهر إلى ذات الصّفا (١)؛ وأقام بها متصيدا إلى سابع المحرم من هذه السنة، فاعترضه ذئب فركض خلفه، فعثر به فرسه، فسقط إلى الأرض [فحّم من ساعته] (٢).

ثم ركب وهو محموم، وعاد إلى (٣) الأهرام، وقد اشدت حماه؛ ثم توجه إلى القاهرة (٤) فدخلها يوم عاشوراء، وحدث به يرقان وقرحة في المعا، ثم احتبس


(١) (ك): «دار الصفا» وما بالمتن هو الصحيح، وهى من القرى المندرسة، وقد ذكرها صاحب (التحفة السنية، ص ١٥٤) ضمن الأعمال الفيومية، وقد يفهم من النص هنا أنها بين القاهرة والإسكندرية، ولكن الصحيح أنها من قرى القيوم، يؤكد هذا ما ذكره المؤرخون الآخرون عن وفاة الملك العزيز، قال ابن خلكان: «وكان قد توجه إلى القيوم، فطرد فرسه وراء صيد فتقنطر به فرسه فأصابته الحمي من ذلك، وحمل إلى القاهرة فتوفى بها»، وقال سبط ابن الجوازى في مرآة الزمان: وكان سبب وفاته أنه خرج إلى القيوم يتصيد، فلاح له ظبى، فركض الفرس خلفه، فكبا به الفرس، فدخل مربوس السرج في فؤاده فحمل إلى القاهرة. . . إلخ». أنظر أيضا: (ابن تغزى بردى: النجوم، ج ٦، ص ١٢٨ - ١٣٠) و (المقريزى: السلوك، ج ١، وفيات سنة ٥٩٥) و (محمد رمزى: القاموس الجغرافى للبلاد المصرية، القسم الأول: البلاد المندرسة، القاهرة ١٩٥٤، ص ٢٦٤).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(٣) (ك): «وسار عماد الدين إلى الأهرام»:
(٤) (س): «إلى مصر».

<<  <  ج: ص:  >  >>