للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتصل ذلك بعبد الكريم، فاهتاج على قاضى الإسكندرية بسببه، وعزم على أن يبذل بذلا، ويأخذ منه قضاء الإسكندرية.

فقصد الأمير فخر الدين جهاركس (٢٥ ب) ومعه خمسة وأربعون ألف دينار مصرية، وقال له: «هذه خمسة آلاف دينار لخزانتك (١)، وهذه أربعون ألف دينار برسم خزانة السلطان، وأولّى قضاء الإسكندرية».

فأخذ جهاركس المال، ووعده بقضاء الشغل، واجتمع بالملك العزيز ليلا (٢)، وأحضر المال بين يديه، والملك العزيز حينئذ في غاية الضرورة إلى بعض ذلك المال، وقال: «هذه خزانة مال أتيتك بها من غير طلب ولا تعب».

فقال: «من أي الجهات؟».

فذكر له الحال.

فأطرق مليا، ثم رفع رأسه وقال:

«أعد المال إلى صاحبه، وقل له: إياك والعود إلى مثلها، فما كل ملك يكون عادلا، وعرّفه أننى إذا قبلت هذا القدر منه إنما أكون قد بعت [به] (٣) أهل الإسكندرية، وهذا لا أفعله أبدا».

قال فخر الدين جهاركس: «فلما سمعت ذلك منه وحمت وحمة ظهرت سمتها في وجهى، فقال لى:


(١) (ك): «برسم خزانتك».
(٢) هذا اللفظ ساقط من (ك).
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك) و (س) و (المقريزى: السلوك، ج ١، ص ٢٧ ا) حيث أورد هذه القصة مع اختلاف يسير في الألفاظ، وأغلب الظن أنه كان ينقل في هذا الموضع عن ابن واصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>