للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك إليها، ونحن فقد هلكنا وضاق الأمر علينا، وقد بقى رأى واحد، إن أجبت إليه كانت فيه المصلحة، وإلا فاعلم أن دمشق تخرج من يدك، وتذهب أنفسنا مع الملوك أولاد أخيك، وهو أن تستدعى ولدك الملك الكامل من الشرق بجميع من معه من العسكر، ويستصحب معه من الأموال ما تتقوى به».

فأجابهم إلى ذلك، وكتب إلى ولده الملك الكامل ليصل بمن بقى معه من العسكر، ومعه من المال ما يتقوى به الجند.

وكتب إلى النائب بقلعة جعبر أن يسلم إلى الملك الكامل ما يستدعيه منه.

فسار الملك الكامل في العسكر الذى معه، ونزل بقلعة جعبر، واستدعى من النائب بها أربعمائة ألف دينار، وسار مجدا إلى دمشق، ولما سمع الملكان الأفضل والظاهر بقدومه أخذا في التحيّل للقائه، وصدّه عن دمشق، ووقع اتفاقهما على أن ينفذا (٣٠ ب) الملك المجاهد - صاحب حمص - ويكتبا إلى الملك المنصور - صاحب حماة - ليتوجه معه إلى لقائه.

(١) فشرعوا في كتب الكتب إلى الملك المنصور في ذلك (١)، وعينوا جماعة من عسكر مصر يسيرون معهما.

ثم قال الملك الظاهر:

«أنا أسير بنفس وألقاه».

فقال له الملك الأفضل:

«إن رحلت لا تقوى نفسى على المقام بعدك (١) ساعة واحدة».

فوقعت الفترة عن قصده (١) وصده.

ووصل الملك الكامل (٢) بمن معه من العسكر وما معه من المال سالما (٢)، فقويت نفس أبيه به قوة عظيمة، وأيقن بظهور أمره واستيلائه.


(١) هذه الفقرة ساقطة من (ك).
(٢) (ك): «ووصل الملك الكامل بالمال والعسكر»

<<  <  ج: ص:  >  >>