للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرقية، وهى التي كانت خبز الملك العادل لما كان نائبا عن أخيه السلطان الملك الناصر بمصر (١).

ولم يزل الملك الكامل ينوب عن أبيه بالديار المصرية إلى أن توفى أبوه، وذلك قريب من عشرين سنة، واستقل (٢) بالملك بعده عشرين سنة وكسرا، فملكها نائبا ومستقلا قريبا من أربعين سنة.

وفى هذه السنة أرسل الملك المنصور - صاحب حماة - إلى عمه الملك العادل يعتذر إليه من مساعدته الأفضل والظاهر، ويطلب رضاه عنه، وكان رسوله إليه زين الدين المعروف «بالهيطليّة»، فلما قدم عليه تلقاه بالترحيب والإكرام، وخلع عليه وأحسن إليه، وأظهر الرضى عن الملك المنصور.

وبلغنى أن الملك العادل قال لكاتب إنشائه: اكتب إلى المولى الملك المنصور أبياتا في جواب كتابه.

فكتب الكاتب أبياتا فيها نوع عتب وجفاء.

فوقف الملك العادل عليها وقال: «ما يحسن أن يخاطب المولى (٣) الملك المنصور بمثل هذا الخطاب، اكتب إليه:

«أتظننى من جفوة أتعتب ... قلبى عليك أرقّ مما تحسب

لا يوحشنّك ما جنيت فتنثنى ... متجنّبا، وهواك لا يتجنّب

ما أنت إلا مهجتى، وهى التي ... أحيابها، فترى عليها أغضب؟!

أنت البرئ من الإساءة كلّها ... ولك الرضى، وأنا المسىء المذنب»


(١) هذا اللفظ ساقط من (ك)
(٢) (ك): «واستقر»
(٣) هذا اللفظ ساقط من (ك)

<<  <  ج: ص:  >  >>