للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى أنه قال لزين الدين هذا: «المولى الملك المنصور إن كانت قد صدرت منه (٣٣ ا) هذه الزلة الواحدة، فله من الحسنات ما يمحوها ويمحقها.

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيع

ثم حلف الملك (١) المنصور، ووقعت الوصلة بعد ذلك بين الملك المنصور وعمه الملك العادل، فتزوج ابنته عصمة الدين ملكة خاتون، والدة الملك المظفر - رحمه الله -

ذكر تعويض

ابن المقدّم عن بعرين منبج وقلعة نجم

كانت منبج وقلعة نجم من جملة بلاد الملك المنصور، فلما أخذ بعرين من عز الدين بن المقدّم، وكان محصورا مع الملك العادل بدمشق - كما تقدم ذكره -؛ وملك الملك العادل مصر طلب ابن المقدّم من الملك العادل إلزام الملك المنصور ردّ بعرين إليه، لكونه إنما قصد بسببه.

فراسل الملك العادل الملك المنصور في إعادتها إليه، فاعتذر بأنها مجاورة لبلده، وما يؤثر مجاورة ابن المقدّم، وبذل له عوضا عن ذلك منبج وقلعة نجم، وهما خير من بعرين بكثير.

فرضى ابن المقدم بذلك وتسلمهما، وكانت له أيضا أفامية، وكفر طاب، وخمسة وعشرون ضيعة من المعرّة يقال لها «المفردة».

وفى هذه السنة وصل إلى مصر الأمير شمس الدين محمد بن قلج، ونظام الدين محمد بن الحسين الأصفهانى - وزير الملك الظاهر - رسولين منه إلى الملك العادل في أن يحلف للملك الظاهر على ما بيده من البلاد، ويقيم الملك الظاهر للملك العادل بحلب الخطبة والسكّة.


(١) الأصل: «للملك»، والتصحيح عن (ك)

<<  <  ج: ص:  >  >>