للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخيه صدر الدين وولد له سعد الدين مسعود في سادس عشر ربيع الأول سنة إثنتين وتسعين وخمسمائة [وولد شرف الدين أبو بكر في المحرم سنة ثمان وستمائة] (١)، ومات (٢) وله خمس وسبعون سنة، وكان مرضه بالسعال والإسهال.

وفيها مات القاضي الرفيع عبد العزيز بن عبد الواحد بن اسماعيل أبو حامد الجيلي (٣)، الذي فعل بأهل دمشق تلك الأفاعيل، ففعل به. وبأصحابه أشد مما فعل. قال أبو المظفر (٤)، حكي لي جماعة من أعيان أهل دمشق أنّه كان فاسد العقيدة مستهترا بأمور الشريعة وأنه كان يخرج يوم الجمعة الى الجامع سكرانا وكذلك كان يجلس في مجلس الحكم وأنّ داره كان مثل الخانات [النساء بالرجال مختلطات] (٥)، وقال أبو المظفر: وحكي لي جماعة من العدول من أعيان أهل بعلبك ان السامري (٦) بعث به في الليل الى قلعة بعلبك على بغل بعض النصارى ببرذعة فاعتقله ثم بعد ذلك بعثه الى مغارة أفقه في جبل لبنان من ناحية الساحل، ثم بعث إليه عدلين من عدول بعلبك، شهدوا (٧) عليه أنّه باع جميع أملاكه للسامري.

قال أبو المظفر: حكى لي أحد العدلين، قال: رأيته وعليه قندورة (٦١ أ) صغيرة وعلى رأسه تخفيفة، فبكى وقال لنا معكم شيء آكل، فلي ثلاثة أيام ما أكلت شيئا، قال فأطعمناه من زادنا، وشهدنا عليه ببيع أملاكه [للسامري] (٨) ونزلنا من عنده فبلغنا أنّ داوود [النصراني] (٩) سيف النقمة جاء اليه وقال له قم، فقد أمرنا بحملك الى بعلبك، فأيقن الهلاك وخرج معه، وقال: دعوني أصلي ركعتين فقال داوود، صلي (١٠)، فقام يصلي وأطال، فرفسه داوود من رأس شقيف مطل على نهر إبراهيم فوقع، فما وصل الى الماء إلا وقد تقطع.

قال أبو المظفر: وحكى لي أنّه تعلق ذيله بسن الجبل، فما زال داوود يضربه بالحجارة حتى


(١) التكملة من المصدر السابق.
(٢) المقصود به هوموت صاحب الترجمة تاج الدين.
(٣) راجع ترجمته في: فوات الوفيات ١/ ٥٩٦، طبقات الشافعية للاسنوي ١/ ٥٩٢، شذرات الذهب ٥/ ٢١٥، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان - د. عمر عبد السلام تدمري ٧/ ٢١٣، طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ص ٦٤٧.
(٤) قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٥٠.
(٥) التكملة من المصدر السابق.
(٦) أي وزير الملك الصالح اسماعيل، ويدعى أمين الدولة أبو الحسن، سبق ذكره.
(٧) كذا في الأصل والصواب شهدا.
(٨) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٥٠.
(٩) التكملة من المصدر السابق.
(١٠) كذا في الأصل والصواب صل.

<<  <   >  >>