للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فشرط الإلتزام بما يلزم أمثاله وأمثالها من الزوجات الحرائر، وعقد عليها باذن مولاها بعد أن رغبه فيما أعطاه، وابتاعها منه وأعتقها، وكتب لها ألف دينار. وكان قبل أن يتزوج بها مشغولا باللهو، مواظبا على شرب الخمر وإتلاف المال في ذلك، فأخذت عليه العهود والإيمان بترك ذلك (٧٩ ب) فالتزم بما ألزمته وحسنت حاله وكثر ماله. وكان قد حسب قدر ما يخرج منه في كل سنة في هذا الوجه فكان يزيد على عشرة آلاف دينار، فقالت له: اجعل نصف هذا المبلغ صدقة تؤجرها عند الله تكفّر بها ما سبق مني ومنك، ففعل ذلك وأجرى الجرايات من الصدقات على الأرامل والأيتام والفقراء وأرباب البيوت وصار من أعيان الناس في فعل الخير، وحسنت طريقته، وحمدت سيرته. ولم يزل على ذلك حتى مات. وكانت المذكورة عاقلة، صارمة الرأي، وبعد وفاة سيدها رغب جماعة من الأمراء الأكابر في التزوج بها، فلم ترغب وأبت، ولم تزل مواظبة على العبادة وفعل الخير الى أن ماتت. وبنت رباطا للنساء، وأوقفت عليه وقفا جيدا، ولم تزل على ذلك حتى ماتت في شهر رمضان من هذه السنة.

وفيها مات (١) السلطان الملك المنصور نور الدين عمر ابن علي ابن رسول صاحب اليمن، وابن صاحبها. وثب عليه جماعة من مماليكه فقتلوه باتفاق بينهم وبين أولاد أخيه بدر الدين حسن. وملك اليمن بعده ولده الملك المظفر شمس الدين يوسف.

وفيها مات الشيخ الصالح العارف الزاهد، أبو الحسن علي بن أبي القاسم ابن عرى (٢) ابن عبد الله الدمياطي، المعروف بابن قفل. مات يوم الأحد رابع عشري ذي الحجة برباطه بالقرافة الكبرى ودفن به. ومولده بدمياط سنة خمس أو ست وخمسمائة.

وفيها ماتت (٨٠ أ) بنت الخليفة الإمام المستعصم بالله، في العشرين من شعبان ودفنت في دار الخيش (٣) من الدار المذهبة، وعمل (٤) الشعراء فيها المراثي.


(١) أنظر خبر مقتله في السلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٥٥، وبتوسع أكثر في المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٨٥ - ١٨٦.
(٢) كذا في الأصل، ولم نقع على ترجمة له.
(٣) فأمر بدفنها في الدار التي أنشأها الخليفة على نهر عيسى مجاور شارع رزق الله وقنطرة الشوك المعروفة بدار سوسيان، أنظر الحوادث الجامعة ص ٢٤٤ - ٢٤٥.
(٤) في الأصل: عملوا.

<<  <   >  >>