للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: [الطويل]

عيون عن السحر المبين تبين ... لها عند تحريك القلوب سكون

تصول ببيض وهي سود فرندها ... ذبول فتور والجفون جفون

إذا ما رأت قلبا خليا من الهوى ... تقول له كن مغرما فيكون

وقد طولنا ترجمته في كتابنا «ترجمان الزمان في تراجم الأعيان» في مكانه منه.

وفيها مات بهاء الدين، أبو الفضل، زهير (١) بن محمد بن علي [بن يحيى] (٢) بن الحسن بن جعفر بن منصور ابن عاصم المهلبي العتكي الكاتب. كان المذكور من فضلاء عصره وأحسنهم نظما ونشرا وخطا، ومن أكثرهم مروءة. وكان قد اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح أيوب، بالديار المصرية، وتوجه في خدمته الى البلاد الشرقية.

قال الشيخ، شمس الدين ابن خلكان (٣): كنت (٤) يوم قدوم الملك الصالح نجم الدين أيوب الى الديار المصرية من الكرك وصحبته بهاء الدين زهير، وكنت أودّ لو اجتمعت ورأيته لما كنت أسمعه عنه، فلما وصل، اجتمعت به ورأيته فوق ما سمعت عنه من مكارم الأخلاق وكثرة الرياضة [ودماثة السجايا] (٥)، وكان متمكنا من صاحبه كبير القدر عنده، لا يطلع على سره الخفي غيره، وكان لا يتوسط إلا بالخير ونفع خلقا كثيرا بحسن وساطته [وجميل سفارته] (٦)، قال وأنشدني (١٠٦ أ) كثيرا من شعره، ومما أنشدني قوله: [مجزوء الرجز]

يا روضة الحسن صلي ... فما عليك ضير

فهل رأيت روضة ... ليس بها زهير

وقال (٧): [مجزوء الرجز]


(١) راجع ترجمته في وفيات الأعيان ٢/ ٣٣٢ والنجوم الزاهرة ٧/ ٦٢، عيون التواريخ ٢٠/ ١٧٩، شذرات الذهب ٥/ ٢٧٦.
(٢) التكملة من وفيات الأعيان ٢/ ٣٣٢.
(٣) قارن وفيات الأعيان ٢/ ٣٣٢.
(٤) كنت يومئذ مقيما في القاهرة. المصدر السابق.
(٥) التكملة من المصدر السابق.
(٦) التكملة من المصدر السابق.
(٧) وأنشدني أيضا لنفسه في المصدر السابق، والقول هنا لابن خلكان.

<<  <   >  >>