للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن جلدك التركماني الياروقي الأصل، المصري المولد والمنشأ، الدمشقي الوفاة، المعروف بالمشد (١). مات يوم الخميس يوم عاشوراء من هذه السنة، ودفن بسفح قاسيون، ومولده في شوال سنة اثنتين وستمائة. كان فاضلا أديبا وعنده مروءة ومكارم أخلاق وصدقة وبر الى الفقراء في كل ليلة جمعة، وفي كل ليلة يجتمع عنده جماعة من الأدباء والفضلاء والأعيان، ونظمه في غاية اللطافة والرقة، رآه مجد الدين الدولعي في منامه بعد وفاته بخمسة عشر يوما وهو ينشد هذه الأبيات: [الطويل]

نقلت الى رمس القبور وضيقها ... وخوفي ذنوبي (٢) أنها بي تعثر

فصادفت رحمانا رؤوفا وأنعما ... حباني بها نقضا (٣) لما كنت أحذر

(١١١ ب) ومن كان حسن الظن في حال موته ... جميلا بعفو الله فالعفو أجدر

وله: [الهزج]

أيا من حسنه الأقصى ... ويا من قلبه الصخرة

أما ترثي لمشتاق ... يقضّي بالمنى عمره

إذا ما زمزم الحادي ... رمى في قلبه جمرة

وأنى كان من يهوى ... يولي وجهه شطره

وظبي من بني الأتراك ... في أخلاقه نفرة

بدا في الذرع مثل الرم‍ ... ـح في الأعطاف والسمرة

فيا لله من بدر ... بأفق الطرف والنثرة

وله: [السريع]

تلاعب الشعر على ردفه ... أوقع في قلبي العريض الطويل

وله غير ذلك أشياء غريبة، وملكت ديوانه في مجلدة لطيفة. ومن نظمه أيضا في وصف


(١) راجع ترجمته في الفوات ٣/ ٥١، البداية والنهاية ١٣/ ١٩٧، العبر ٥/ ٢٣٣، النجوم الزاهرة ٧/ ٦٤، الشذرات ٥/ ٢٨٠، وعيون التواريخ ٢٠/ ١٢٠.
(٢) في الأصل: ديوني، التصويب من البداية والنهاية ١٣/ ١٩٧ وعيون التواريخ ٢٠/ ١٢٠.
(٣) في البداية والنهاية ١٣/ ١٩٧ «سقيا».

<<  <   >  >>