للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن قدح اللوام فيك بلومهم ... زناد الهوى يوما فأورى فواره

عسى زوره تشفى بها منك خلسة ... فإنك لا يشفيك غير ازدياره

(٢٣ أ) ووجه يضاهي البدر عند كماله ... بعيد المدى من نقصه وسراره

فلا بدر إلا ما بدا من جيوبه ... ولا غصن إلا ما انثنى في إزاره

فسبحان من أجرى الطلا من رضابه ... ومن انبت الريحان في جلّناره

وقد دبّ عنها صدغه بعقارب ... وناظره من سيفه بشفاره

وكانت وفاته بحلب تاسع عشر صفر سنة تاريخه.

وفيها مات الشيخ الإمام العالم، ناصح الدين عبد الرحمن (١) ابن نجم [الدين] (٢) بن عبد الوهاب الحنبلي، مولده بدمشق ونشأ بها وقرأ القرآن وقدم بغداد، فتفقه على أبي الفتح (٣) ابن المنى، وسمع الحديث من شهدة (٤) وطبقتها، وعاد الى دمشق ووعظ وصنف الكتب.

قال أبو (٥) المظفر: ورأيت بخط ابنه (٦) فهرست تصانيفه، الإيجاد في الجهاد و «المقامة الدمشقية» و «الإجماع والنص والقياس في فضائل بني العباس» و «الفروق في التفسير والفروق في اللغة»، و «الحدائق في الوعظ»، و «الجدل والأقيسة والخطب»، و «شرح اسماء الله الحسنى»، و «أسباب الحديث»، و «مختارات من المسند والبخاري ومسلم» وغير ذلك. وكانت وفاته غرّة المحرم ودفن بقاسيون رحمه الله تعالى.


(١) ترجمته في مرآة الزمان ٨/ ٧٠٠ ومن المرجح أن ابن دقماق نقل ترجمته عنه وانظر ترجمته أيضا في ذيل الروضتين ص ١٦٤، العبر ٥/ ١٣٨، البداية والنهاية ١٣/ ١٤٦، الشذرات ٥/ ١٦٤، ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٣، دول الاسلام للذهبي ٢/ ١٣٧.
(٢) التكملة من مرآة الزمان.
(٣) هو أبو الفتح نصر بن فتيان بن المنى، كان فقيها محدثا، مولده سنة ٥٠١ هـ‍ / ١١٠٧ م ووفاته سنة ٥٨٣ هـ‍ / ١١٨٧ م راجع وفيات الأعيان ٣/ ٢٩٤.
(٤) هي شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الأبري الكاتبة، الدينورية الأصل البغدادية المولد والوفاة. كانت من العلماء وكتبت الخط الجيد وسمع عليها خلق كثير، كانت وفاتها سنة ٥٧٤ هـ‍ / ١١٧٨ م. المصدر السابق ٢/ ٤٧٧.
(٥) في الأصل: ابن، وهو أبو المظفر يوسف بن قزأغلي المعروف بسيط ابن الجوزي صاحب كتاب مرآة الزمان، قارن ما جاء من قوله في المرآة ٨/ ٧٠٠.
(٦) في الأصل: ابنته، التصويب من المصدر السابق.

<<  <   >  >>