للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ظهور دابّة في النيل]

وفي شهر جمادى الآخر سنة اثنين (١) وسبعميّة ظهرت دابّة من بحر النيل المبارك في ساحل من سواحل الأعمال المنوفيّة، وقتلها آقش الروميّ (٢) ومن معه، وجابوا جلدها إلى القلعة ورأسها، ووجدوا في جوفها ثلاث (٣) كروش، الكرش الواحد فيه زلط وحجارة، والكرش الثاني فيه سمك، والكرش الثالث فيه حشيش.

وكان عرض ظهرها ثمانية أشبار على حكم أنه مصطّحت (٤) كالمصطبة، وطول ظهرها من ذنبها إلى عجزها ثلاثة عشر شبرا، وقعدتها ثلاثة أشبار، وطول وجهها إلى الفرطوس ثلاثة أشبار، وهو مدوّر يشبه الرحا (٥)، ودوره ثلاثة أشبار.

وكان ارتفاعها من الحافر إلى الظهر اثني عشر شبرا، ومن بطنها إلى ظهرها مثل عرضها ثمانية أشبار.

وطول زندها شبرين (٦) ونصف.

وكان لها في كلّ كفّ أربع أصابع، طول كلّ إصبع على هذه الصفة، والإصبع الرابعة لحم.

ولها نابين طوال (٧) في الحنك السفلاني، وفي كلّ ناب في وسطه من داخل الفم طرسان (٨). العظم في العظم، ورأسه محرّف مثل قطّة القلم. وفي الحنك الفوقاني ضرسان فوقهما، تقرض بهما.

وعينها تشبه عين الفرس، وأذنها كأذن الفرس (٩).


(١) الصواب: «سنة اثنتين».
(٢) هو جمال الدين آقش الرومي المنصوري. كان من أمراء التقدمة في أيام الناصر. قتله بعض مماليكه غيلة في سنة ٧٠٩ هـ. (الدرر الكامنة ١/ ٣٩٨ رقم ١٠٢٧).
(٣) الصواب: «ثلاثة».
(٤) الصواب: «على حكم أنها مسطّحة».
(٥) الصواب: «الرحى».
(٦) الصواب: «شبران».
(٧) الصواب: «نابان طويلان».
(٨) هكذا. والمراد: «ضرسان».
(٩) خبر الّدابة في: تاريخ سلاطين المماليك ١٠٩ وفيه زيادة، منها في آخره: «ولحمها أحمر، وزفرته مثل لحم السمك، وطعميّته طعم لحم الجمل، وغلظ جلدها أربع أصابع ما يعمل السيف فيه. وحملوا جلدها على خمسة جمال في مقدار ساعة من جمل إلى جمل وأحضروه إلى القلعة وأحشوه تبن، وأقاموه بين يدي مولانا السلطان حتى يتفرّج فيها». وانظر عن الدابّة في: الدرّة الزكية ٨٠، ٨١.

<<  <   >  >>