للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمارتها (١) أنّ الملك شونتير) (٢) رأى في منامه رؤيا هالته وأزعجته، وهو أنه رأى على ثلاثة (٣) دفعات:

الأولى: رأى كأنّ الأرض انقلبت بأهلها، والناس يهوون منها سفلا على روسهم (٤)، وكأنّ الكواكب تتساقط ويصدم بعضها بعض (٥) بأصوات هائلة.

ثم بعد سنة رأى ثانية كأنّه في هيكل له يعرف بدقياوس (٦)، وخمسة من الكواكب محصورة في عقدة الذنب، وكأنّ الجوزهر هابطا (٧).

والشمس قد انكسفت ولم يبق منها إلاّ القليل، وكأنّ القمر (قد) (٨) انحدر من السماء في صورة امرأة باكية تشكوا (٩) زوالها (١٠) عن بيتها.

ثم بعد شهر رأى الثالثة، وكأنّ الكواكب الثابتة في صور طيور بيض وكأنّها تختطف العالم (الذي بينها وتلقيهم بين جبلين عظيمين، والجبلين قد انطبقتا (١١) على العالم الذي بينهما) (١٢) وكأنّ الكواكب النيّرة كلها مظلمة (١٣).

ففسّرها «أفليمون» الكاهن والسحرة الذين كانوا في زمانه أنها تدلّ على حادثة الطوفان (١٤). وكذلك كان، والله أعلم. وقصّته عجيبة ما أمكن شرحها هنا لئلاّ نطوّل الكتاب.

وإنّما فسّر الرؤيا أيضا أفليمون رئيس سحرة زمانه أنها تدلّ على حادثة تقع من السماء وتطلع من الأرض، وهو عنصر الماء، يفسد كلّما (١٥) على وجه الأرض إلاّ قليل (١٦) من الناس. فشرع في عمارة الأهرام لتكون مثوى لأجسامهم وذخائرهم حتى لا يفسدها وتفسد (١٧) آثارهم الطوفان (١٨).


(١) الصواب: «عمارته».
(٢) ما بين القوسين إضافة عن الهامش.
(٣) الصواب: «ثلاث».
(٤) الصواب: «رؤوسهم».
(٥) الصواب: «بعضا».
(٦) في آثار الأول للمؤلّف - ص ١١٢ «دقيانوس».
(٧) الصواب: «هابط».
(٨) كتبت فوق السطر.
(٩) الصواب: «تشكو».
(١٠) حتى هنا في آثار الأول للمؤلّف - ص ١١٢.
(١١) الصواب: «والجبلان قد انطبقا».
(١٢) ما بين القوسين ليس في آثار الأول.
(١٣) نهاية الأرب ١٥/ ٢٢.
(١٤) نهاية الأرب ١٥/ ٢٣، النجوم الزاهرة ١/ ٣٨، ٣٩، حسن المحاضرة ١/ ٣٠.
(١٥) الصواب: «كلّ ما».
(١٦) الصواب: «إلاّ قليلا».
(١٧) الصواب: «ويفسد».
(١٨) آثار الأول ١١٢، ١١٣، طبقات الأمم، لصاعد الأندلسي - تحقيق حياة العيد بو علوان - دار الطليعة، بيروت ١٩٨٥ - ص ١٠٧، مرآة الزمان ١/ ١٢٢.

<<  <   >  >>