للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما مات شونتير تملّك بعده أخوه «هرجيت» (١) فمكث ماية وثلاثون (٢) سنة، ومات (٣).

فملك بعده «أفروس» (٤) بن شونتير ماية وخمس عشر (٥) سنة، ومات (٦).

فملك بعده ولده «مياوس» (٧). وظهر الطوفان في زمانه، وغرقت الأرض وكلّ من فيها وعليها إلاّ نبيّ الله تعالى نوح عليه السلام وأولاده وأولاد أولاده والذين آمنوا معه، وركبوا في السفينة كما أخبر الله تعالى من سائر الخلق. فلما أنّ كفّ الله الطوفان وجفّت الأرض لم يكن في سائر الدنيا إلاّ نوح عليه السلام وأولاده ومن معه، فاستقرّت على جبل جوديّ، فقسّم نوح عليه السلام الأرض لأولاده.

وكان قد عاش نوح عليه السلام من العمر ألف (٨) وأربع ماية وخمسون (٩) سنة.

ودليله ما روي عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنه قال: لما أرسل نوح عليه السلام إلى قومه كان عمره مايتي سنة وخمسين سنة، ومكث في قومه ينذرهم، كما أخبر الله تعالى في الكتاب العزيز، ألف سنة إلاّ خمسين عاما، وعاش بعد الغرق مايتي (١٠) وخمسين سنة.

وكان قد ولد لنوح عليه السلام خمسة من ولد: سام، وحام، ويافث، ويخطون (١١)، ويام الغريق.

فأمّا «يخطون» فإنه ما أعقب. وأمّا سام، وحام، ويافث، فجميع البشر منهم ومن أولادهم، فقسّم نوح عليه السلام الأرض لأولاده الثلاثة، فأعطى سام:

اليمن، والحجاز، والشام، والروم، والعراق، فهو أبو العرب، والروم، وفارس.

وأعطى حام: مصر، والغرب، وبلاد السودان، فهو أبو القبط، والبربر، والسودان.

وأعطى يافث: بلاد الترك وما وراء السدّ، ويأجوج ومأجوج، فهو أبو الترك. وولد


(١) في المواعظ والاعتبار: «هوجيت»، وفي نهاية الأرب: «هرجيب».
(٢) الصواب: «وثلاثين».
(٣) آثار الأول ١١٣.
(٤) في نهاية الأرب ١٥/ ٣٥ «اقروش بن منقاوش»، وفي المواعظ والاعتبار «أفراوس بن مناوس».
(٥) الصواب: «وخمس عشرة».
(٦) آثار الأول ١١٣.
(٧) في نهاية الأرب ١٥/ ٣٨ «أرمالينوس»، ومثله في: تاريخ مصر وفضائلها ٣١.
(٨) الصواب: «ألفا».
(٩) الصواب: «وخمسين».
(١٠) الصواب: «مايتين».
(١١) في حسن المحاضرة ١/ ١٤ «يحطون».

<<  <   >  >>