للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يراه الصحابة أحيانًا (١).

الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وكان أشده عليه فيتلبس به الملك حتى إن جبينه ليتفصد عرقًا في اليوم الشديد البرد، وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض .... " (٢).

الخامسة: أن يرى الملك في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين كما ذكر في سورة النجم. (٣)

السادسة: ما أوحاه الله تعالى من فوق سماواته ليلة المعراج من صلاة وغيرها.

السابعة: كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك، كما كلم الله تعالى موسى - عليه السلام -، وهذه المرتبة ثابتة لسيدنا موسى - عليه السلام - بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤]، وثبوتها للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديث المعراج حيث عرج به إلى أن كلم الله تعالى (٤).

وبالتأمل في هذا التلخيص للوحي نشير إلى أمور مهمات تعين على توضيح تلك الظاهرة الخارقة، وفي نفس الوقت نرد منها أو هي تحمل الرد على "وات" علاوة على ما سيأتي من الكلام على الوحي في القرآن الكريم:

أولاً: يتبين من الحديث أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى جبريل بعينه، وأنه ضمه ثلاث مرات، وأنه سمعه يقول اقرأ، وقرأ عليه آيات ما زالت تتلى إلى يوم القيامة، وهذا يدل على أنه ليس


(١) وقد ورد ذلك في حديث جبريل، لما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم" وروى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما: "كان جبريل يأتي في صورة دحية الكلبي" زاد المعاد، حاشية (٧٩/ ١).
(٢) البخاري (٣٢١٥/)، ومسلم (٢٣٣٣).
(٣) مسلم (١٧٧).
(٤) مسلم (١٦٣).

<<  <   >  >>