للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما كانت التوجهات السياسية إلا تابعة لأوامر الشرع، ومنفذة لتعاليمه تحكمها عقيدة الإسلام المتمثلة في القرآن الكريم وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مهتدية في كل ذلك بأسوتهم في اتباع تعاليم السماء، والوحى الكريم سيدنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

ثم خرج في أحد والخندق وسائر الغزوات أضعاف مضاعفة من جند الله، علاوة على من دخلوا الإسلام في أنحاء الجزيرة العربية، يراهم المستشرقون قد دخلوا الإسلام للسياسة، وصاروا دعاة له وجنداً يرفعون رايته، حقاً إن مفتريات المستشرقين لا تقف للواقع بل وتنهار عند أول مهاجمة لها بساطع البرهان أو الدليل.

ونختصر تلك الغزوات ..

أولى هذه الغزوات غزوة الأبواء، وتسمى بغزوة ودان، وهما موقعان متجاوران بينها ستة أو ثمانية أميال، وتبعد الأبواء عن المدينة حوالى أربعة وعشرين ميلاً، ولم يقع قتال بل تمت موادعة بنى ضمرة من كنانة، وكانت الغزوة في ١٢ صفر سنة اثنين. وقد عاد الجيش إلى المدينة (١) بعد أن مكث خارجها إلى بداية شهر ربيع الأول (٢)

ويذكر عروة بن الزبير (٣) أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أرسل سرية من الأبواء تضم ستين رجلاً بقيادة عبيدة بن الحارث (٤)، في حين يذكر ابن اسحاق أن السرية أرسلت إلى سيف البحر بعد العودة إلى المدينة، ثم خرجت سرية حمزة بن عبد المطلب من ثلاثين رجلاً متجهة إلى سيف البحر أيضاً في نفس الوقت للتعرض لقافلة من قريش، ولكن لم يحدث قتال حيث تدخلت


(١) فتح الباري (٧/ ٧٩)، وتاريخ خليفة بن خياط (٥٦) من واية ابن اسحاق - ابن هشام (٢/ ١٧١)، بدون إسناد.
(٢) ابن خياط، التاريخ (٥٦)، من رواية المدائنى.
(٣) عروه بن الزبير بن العوام، عالم المدينة، أبو عبد الله القرشى، أحد الفقهاء السبعة، أمه اسماء بنت أبى بكر وخالته أم المؤمنين عائشة، لازمها وتفقه بها الذهبى، السير (٤/ ٤٢١).
(٤) ابن سعد، الطبقات (٢/ ٧)، ابن اسحاق - ابن هشام (٢/ ١٧١ - ١٧٢).

<<  <   >  >>