للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبير) وأخذ منها جندا وعتادا. ثم سار في اتجاه بجاية، حيث انضمت إليه قوة ضخمة حملت معها المزيد من الأسلحة والأعتدة، وفي النهاية وصلت الحملة إلى مياه الجزائر يوم ١٧ آب - أغطس -. وبدأت عملية الإنزال على امتداد الساحل الواقع إلى اليسار من وادي الحراش.

وقد وضع (خير الدين) مخططه للمعركة على أساس التجربة السابقة التي حالفها النجاح، فقرر إفساح الفرصة أمام القوات الإسبانية لإنزال قواتها وتجهيزاتها إلى أرض الشاطىء ثم العمل على استنزاف قدرتها القتالية وروحها المعنوية بمجموعة من العمليات الخاصة (الإغارات والكمائن) والانقضاض بعد ذلك على القوات الإسبانية في معركة حاسمة في الوقت المناسب والمكان المناسب.

وهكذا تمكن الإسبانيون من إنزال أسلحتهم ووسائطهم وقواتهم دونما عناء كبير، وأقاموا قاعدتهم خلف (وادي الحراش) وبدأت الاشتباكات بين الطرفين المتصارعين، ثم ما لبث الجيش الإسباني أن أبدأ التحرك بكتلته الرئيسية في اتجاه المرتفعات المحيطة بمدينة الجزائر حتى وصل إلى (كدية الصابون) المشرفة على المدينة - من ورائها - وأخذت القوات الإسبانية على الفور ببناء قلعة حصينة فوق تلك الكدية أطلقوا عليها اسم (قلعة الإمبراطور) - وهي التي هدمت ورممت مرارا. وكان لها شأن عظيم في تاريخ الجزائر، ولا تزال موجودة حتى اليوم - وجهزوها بالمدافع الثقيلة، ووضعوا الجزائر فعلا تحت تهديد مدافعهم.

وكانت القوات الإسبانية وهي تشيد معقلها، تنتظر قدوم جيش تلمسان الذي كان من المفروض أن يتولى قيادته (الملك عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>