للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أيها العرب! قسمت فلسطين، فقامت قيامتكم، هدرت شقاشق الخطباء. وسالت أقلام الكتاب، وأرسلها الشعراء صيحات مثيرة، تحرك رواكد النفوس. وانعقدت المؤتمرات. وأقيمت المظاهرات. علم الصهيونيون أن الوعد لا يعدو كونه وعدا. وأن نصه الطري اللين ... أن انجلترا تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين، فأعدوا لتحقيقه المال، وأعدوا الرجال، واتخذوا من الوقت سلاحا، فلم يضيعوا منه دقيقة، واستعانوا بنا علينا، فاكتسبوا من ضعفنا قوة، ومن جهلنا قوة، ومن تخاذلنا قوة، ومن أقوالنا الجوفاء قوة، وأصبحت هذه القوات كلها ظهيرا لهم علينا).

ويقبل عيد الأضحى، أول عيد بعد إقامة الكيان الصهيوني، فينفث الشيخ الإبراهيمي زفرة لاهبة، فيقول: (النفوس حزينة، واليوم يوم الزينة، فماذا نصنع؟ إخواننا مشردون، فهل نحن من العطف والرحمة مجردون؟ تتقاصانا العادة أن نفرح في العيد وأن نبتهح، وأن نتبادل التهاني، وأن نطرح الهموم، وأن نتهادى البشائر. وتتقاضانا فلسطين أن نحزن لمحنتها، ونغتم، ونعنى بقضيتها ونهتم، ويتقاضانا إخواننا المشردون في الفيافي، أبدانهم للسوافي، وأشلاؤهم للعوافي، أن لا ننعم حتى ينعموا، ولا نطعم حتى يطعموا ... ليت شعري، هل أتى عباد الفلس والطين، ما حل ببني أبيهم في فلسطين).

(أيها العرب! لا عيد حتى تنفذوا في صهيون الوعيد، وتنجزوا لفلسطين المواعيد. ولا نحر حتى تقذفوا بصهيون في البحر. ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>