للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجد سندها الدبلوماسي، وخاصة من طرف، إخواننا العرب والمسلمين.

إن أحداث المغرب وتونس لها دلالتها في هذا الصدد، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحرري في شمال أفريقيا. ومما يلاحظ في هذا الميدان، أننا منذ مدة طويلة، أول الداعين إلى الوحدة في العمل. إن هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقق أبدا بين الأقطار الثلاثة. وقد اندفع كل واحد منها اليوم في هذا السبيل، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب، فإننا نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث. وهكذا فإن حركتنا الوطنية قد وجدت، نفسها محطمة، نيجة لسنوات طويلة من الجمود والروتين. توجيهها سيء، ومحرومة من سند الرأي العام العالمي الضروري، وقد تجاوزتها الأحداث، الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحا ظنا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في صراعه ضد الطليعة الجزائرية.

إن المرحلة خطيرا

أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح من المحال علاجها، رأت مجموعة من الشبان المسؤولين المناضلين الواعين، التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة ومصممة، أن الوقت قد حان لإخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص، والتأثيرات، لدفعها إلى المعركة الثورية الحقيقية، إلى جانب إخواننا المغاربة والتونسيين. وبهذا الصدد، فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة. إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية

<<  <  ج: ص:  >  >>