للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتنظيم أعمال المقاومة السرية. وحتى تتوافر لعمليات جيش التحرير المرونة وخفة الحركة والقدرة على المباغتة، فقد قسمت القوات الى مجموعات صغيرة، تضم كل واحدة منها حوالي العشرين جنديا؛ مسلحين بالبنادق الرشاشة والقنابل اليدوية، ولدى كل مجموعة جهاز لا سلكي للاتصال بالقيادة وبالمجموعات الأخرى. ولقد أعيى توزيع القوات الجزائرية، على هذا النمط، الجيوش الافرنسية المجتمعة التي كانت تنطلق بين الفينة والفينة، في عملياتها العسكرية ضد الثوار الجزائريين. ولم تعثر هذه الجيوش خلال عملياتها الواسعة على أي أثر لأفراد جيش التحرير، الذين كانوا يراقبون تحركات العدو عن كثب. وبحذر تام. وحين يأتي الظلام، تشرع الدوريات الجزائرية في العمل، بينما تحتفي القوات الافرنسية الضخمة داخل مراكزها الحصينة.

وقد وصف مندوب وكالة الصحافة الافرنسية الحالة في الأوراس خلال الشهر الأول للثورة بقوله: (تحافظ الجماعات المسلحة على وجودها مختفية، ففي النهار، لا يظهر أحد منهم. وأثناء الليل، تشعل النيران في الجبال، نيران توقد وتخبو كأنها إشارات، وقد تصادف في وقت متأخر من الليل جرارات بأوضاع غير عادية تأكلها النيران وهي مصطفة على جوانب الطريق). ولكن ومع اقتراب الشهر الأول للثورة من نهايته، بدأت القوات الجزائرية بالتحرك نهارا، وأخذت تنشر الرعب في صفوف العدو. وكانت الى جانب أعمال قطع أسلاك الهاتف والبرق، تقوم بهجمات خاطفة على مراكز الجيوش الافرنسية، وقوافل التموين، وأصبحت خطط جيش التحرير تعتمد على مبدئين أساسيين من مبادىء الحرب: الضرب

<<  <  ج: ص:  >  >>