للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما كان من هذه القيادة الا أن مددت مهلة الالتحاق بمراكز الأمان لمدة خمسة أيام (حتى ٢٦ تشرين الثاني - نوفمبر -) وأطلقت قواتها لإرغام المواطنين الجزائريين على مغادرة قراهم ومراكزهم. ونجحت في النهاية بحمل (٢٨٠) عائلة من قرية (أشمول) التي يزيد عدد العائلات فيها على الألف عائلة، بالنزول الى (مراكز الأمان). وقد لوحظ خلو الرجال والاشداء والشبان، من بين الذين حملتهم القوات الافرنسية الى (المعتقلات الاجبارية التي حملت اسم معسكرات الأمان) وجدير بالذكر ان عدد سكان الأوراس كان يتراوح بين (١٢٠) و (١٥٠) الف مواطن.

بعد انتهاء أجل الانذار، خرجت خمسة فيالق فرنسية في اتجاه القرى التي رفضت الانذار الافرنسي، وقامت بعمليات اعتقال وإبادة واسعة النطاق، اشترك فيها سلاح الجو الافرنسي وقذف فيها قرى الأوراس بقنابل النابالم الحارقة. ولم تؤثر هذه العمليات الوحشية في نفسية الشعب. فظل صامدا يدعم قوات جيش التحرير في المنطقة، إلى أن ظهرت المجموعات الجزائرية فجأة في جبال (جرجرة)، وكان لظهور هذه المجموعات في هذه المنطقة من ولاية (عمالة) الجزائر، وقع الصاعقة على رؤوس الاستعماريين، إذ اعتبروه بداية التطوير لعمليات جيش التحرير المنظمة. وأخذت تحركات قوات الثورة تتوالى في منطقة الاوراس مع انتهاء الشهر الأول لبداية الثورة. وحدثت اشتباكات عنيفة مع القوات الافرنسية أدت الى مصرع عدد كبير من الافرنسيين. وكانت خسائر الثوار محدودة جدا، نظرا لافادة هؤلاء من عامل المباغتة في توجيه الضربات. وحاولت الادارة الافرنسية وقياداتها العسكرية قلب الحقائق، واتباع الأساليب الاعلامية الخادعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>