للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتصارعتين على مستوى القمة، واللتين كانت إحداهما رفع شعار (اللجنة المركزية) والثانية ترفع شعار (التكتل - خلف مصالي الحاج). وكان الهدف من اتخاذ موقف الحياد برئاسة (عباس لغرور) وتوجيه (بشير شيحاني) هو محاولة توحيد كل القوى في أوساط الحزب ودعمه وتجديده.

لقد كان هذا الحزب الوطني الجزائري، هو أقرب الأحزاب لتطلعات كتلة الجماهير الشعبية، وهو أملها الوحيد، وقد جاءت هذه الأزمة الداخلية مناسبة لبعض أعضاء الحزب - الذين أتعبهم النضال - فقرروا الإعلان عن انسحابهم من دائرة الصراع، وتخليهم عن النضال المضاد للاستعمار. ورافق ذلك حالة من اليأس - من انتصار القضية - علاوة على ما كان يثيره الغموض في الموقف السياسي، والاتجاه الخاطىء الذي أثاره تحلل الحزب الوطني، وهو الذي بقي طويلا في طليعة الأحزاب الوطنية حماسة واندفاعا في مجال العمل لاسترجاع الحقوق الوطنية. وظهر بأن الآمال كلها قد ضاعت وتمزقت يوم قررت حفنة من المجاهدين متابعة الصراع حتى تحقيق النصر النهائي. ويعني ذلك - انتزاع الاستقلال باللجوء إلى وسيلة الصراع المسلح، واستخدام العنف المباشر، وإحياء لهيب الثورة التي بدأت جذوتها بالخمود في نفس المناضلين - فتم طرح فكرة (الثورة الشاملة) باعتبارها المخرج الوحيد لتحرير الجزائر. وكانت هذه الحفنة من الرجال تمتلك إيمانا راسخا لا يتزعزع، وخلقا كريما، واستعدادا للتضحية بكل شيء من أجل قضية الوطن

.

<<  <  ج: ص:  >  >>