للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عددهم ٤٠ - رجلا (١) وصدرت بعد ذلك تعليمات صارمة بشأن طرائق التنفيذ، تضمنت ما يلي: (يجب العمل من اليوم الأول للثورة على احترام الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين، أن لا يكون عملنا ضربا من اليأس أو تعبيرا عنه، بل يجب أن يكون عملا واعيا وعقلانيا ومنظما. فقد تؤدي أقل خطوة خاطئة الى تدمير البناء الثوري الذي تم إنجازه بعد صبر طويل، وبجهود جبارة وتضحيات كبيرة) وقد تم الاعتماد - عند التخطيط - على إعطاء العمل بالدرجة الأولى شكل تظاهرة نفسية واسعة النطاق - قدر المستطاع - بهدف إثارة انتباه الجماهير والرأي العام الداخلي والدولي إلى قضية الجزائر، والتي هي قبل كل شيء قضية سياسية.

عقد اجتماع نهائي في الجزائر - العاصمة - يومي ٢٣ و٢٤ تشرين الاول - اكتوبر - ١٩٥٤، حدد فيه المؤتمرون وبصورة نهائية موعد انطلاقة الثورة (يوم - ي) ليكون في اليوم الأول من تشرين الثاني - نوفمبر - وقسمت البلاد إلى خمس مناطق عسكرية للعمليات، وهي: وهران والجزائر والقبائل وشمال قسنطينة والأوراس. وبقي أمر تنظيم المنطقة السادسة (منطقة الصحراء) مؤجلا الى ما بعد انطلاقة الثورة. غير أنه تم اختيار العضوين


(١) قتل منهم عند التنفيذ ٢٣ مجاهدا وبقي ١٧ على قيد الحياة، وتجدر الإشارة إلى أن قيادة الثورة في (خنشلة) استعانت ببعض العناصر من غير رجالها، ولكن من المتعاطفين مع الثورة. مثل (السائق مهناوي العياشي) الذي تم تكليفه بنقل وسائط الاتصال والامدادات بسيارته - الاجرة - فتم اعتقاله، ولم تفرج عنه فرنسا الا عندما تم استقلال البلاد، حيث خرج وهو يعاني من الشلل، نتيجة ما تعرض له من التعذيب في سجنه، علاوة على إصابته بأمراض مستعصية. فلم يعش نعمة الاستقلال طويلا بعد أن تم تحريره، وقضى نحبه
.

<<  <  ج: ص:  >  >>