للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إضافية، إذ كانت الأسلحة المتوافرة للمهاجرين في خنشلة غير كافية للقيام بهجوم واسع النطاق. وفي يوم الأحد، ٣١ تشرين الأول - أكتوبر - كان على (سليم بو بكر) نقل الأسلحة والذخائر المخزونة في منزله، وإخراجها إلى ظاهر المدينة. وتصادف في هذا اليوم حدوث مباراة بكرة القدم بين فريق من (قسنطينة) وفريق محلي من (خنشلة) وكانت السلطات الإفرنسية على حذر، فدعمت جهاز الشرطة في الملعب. غير أن سليم بو بكر، وجد في ذلك فرصة مناسبة لتنفيذ المهمة، والوصول بالأسلحة إلى (النبع الدافىء) وهو المكان المحدد للالتقاء مع المنفذين المجاهدين (على بعد ٧ كيلومترات من خنشلة) وأمكن تنفيذ هذه المهمة بنجاح، وبعد ذلك، تركزت مراقبة الثوار على ما كان يحدث في المدينة. لقد انتهت المباراة الكبرى بكرة القدم، والتي أثارت في المدينة صخبا كثيرا. وانصرف الناس بعدها إلى المقاهي - كعادتهم - وكان الوضع في الساعة ٢١٣٠ طبيعيا جدا. لقد سارت الأمور - حتى الآن - على خير ما يرام. وها هم رجال الشرطة والدرك من الافرنسيين يتجولون كعادتهم، وقد ارتدت المدينة ثياب العيد - عيد حميع القدسيين -. وليس هناك من يشعر بوجود هؤلاء الذين يراقبون بيقظة كل ما يجري في المدينة. ثم غادرت زمرة المراقبين خنشلة متجهة الى ما وراء الحديقة العامة، حيث كان (بن عباس) يحفر الأرض ليدفن فيها أنبوبا معدنيا يحمل لغما متفجرا - حشوه مستطيلة - كان قد أحضره معه لاستخدامه في تدمير الباب المعدني للمحول الكهربائي. ووصلت زمرة المراقبين بعد ذلك مباشرة الى الغابة الواقعة على بعد خمسة كيلو مترات من المدينة ,

<<  <  ج: ص:  >  >>