للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن جيش التحرير الوطني هو جيش ثوري تتألف أغلبيته من شبان ملأ الإيمان قلوبهم، ودفعهم الهدف النبيل الى الكفاح الشاق والمرير، ومن ذلك، أن الشباب الطامح يتخرج منه الضباط والمسؤولون العسكريون الذين يشرفون على توجيه الثورة وقيادة فرق جيش التحرير. ولنرجع إلى شهادة الإفرنسي الذي زار ولاية (وهران) فقد كتب يقول: (لقد لمست هذا الإيمان في محادثة أجريتها مع أحد المجاهدين، إذ قال لي: هل يحسب المستعمرون أن أولئك الذين صمدوا إلى الجبال سوف ينزلون منها دون أن يحصلوا على الاستقلال؟ فلو فرضنا أنه لم يبق في الجزائر إلا امرأة عمياء، فإنها لن تتردد في حمل السلاح وفي الكفاح من أجل وطنها. ولو فرضنا أن تلك المرأة تسقط بدورها شهيدة الواجب، فإن الجزائر بأكملها - الجزائر التي أحرقت غاباتها وأبيد أهلها - سوف تثور حجارتها على المستعمر الطاغية).

...

يجمع المجاهدون الجزائريون، إلى هذا الإيمان العميق، إقداما عجيبا على الموت وطلب الشهادة، لا تردهم عن غايتهم رغبة في حياة، أو تعلق بملذة من ملاذ الحياة. إنهم واجهوا العدو، في ثبات منقطع النظر، واستطاعوا أن ينسجوا بتفانيهم في أداء الواجب، أروع قصص البطولة والتضحية. ومن من الناس يجهل اليوم أحاديث تلك المعارك الرهيبة التي خاضها جيشنا في كل مكان. فأظهر من صنوف الإقدام والثبات ما بهر العدو، وزعزع معنوياته، وجعله يتأكد أنه لن ينتصر على جيش التحرير الوطني؟.

إن جيش التحرير في مواجهته للعدو الإفرنسي لا يعتمد إلا على الشعب، ولذلك تراه يعتني بالمدنيين، ويجنبهم هجمات العدو،

<<  <  ج: ص:  >  >>