للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذن، فقد وقعنا في شرك محكم. وأسرعنا إلى العمل، فقسمنا قوتنا إلى أربع مجموعات، وتفرقنا مبتعدين عن الناحية (الدوار). حتى إذا ما أزفت الساعة السادسة، وصلتنا أصوات الطلقات الأولى لتعلن عن أول اشتباك مكشوف تخوضه قوتنا في السهل، وفي وضح النهار. وانطلقت النيران الغزيرة من كل مكان.

وشاركت في المعركة كل أنواع الأسلحة؛ من عربات مدرعة ودبابات وطائرات عمودية (هيليكوبتر) وطائرات مقاتلة، حتى المدفعية ومدفعية الهاون التي كان لها دورها الكبير في المعركة. وانتشرت سحب الدخان الكثيف، لقد التهب الدوار بكامله. ولم يطل أمد المعركة بسبب عدم التكافؤ في القوى والوسائط، وأطبق الصمت على ميدان المعركة في الساعة (١٠٠٠) وبعد اشتباك استمر ساعتين فقط. ونتج عن الاشتباك سقوط طائرة إفرنسية واحتراق دبابتين بالقنابل الحارقة (كوكتيل مولوتوف) علاوة على سقوط عدد من أفراد قوات العدو بين قتيل وجريح. وخسر مجاهدونا سبعة شهداء وعشرة جرحى.

لقد ساد الاعتقاد بأن المعركة قد انتهت، غير أن الطائرات عاودت هجومها في الساعة (١١٣٠) واستمرت أعمال القصف بالصواريخ وقنابل الغاز والمدافع الرشاشة لمدة ساعتين كاملتين. وفي الساعة (١٣٠٠) لم يكن قد بقي على قيد الحياة من قوة السرية، سوى ثلاثة من المجاهدين. أما بقية أفرادها فكانوا قد استشهدوا في ميدان الشرف. أما الثلاثة الذين فاتهم شرف الشهادة فهم (الأخضر) و (مولود) و (محمد بوشاور) فتوجهوا إلى (ودسكيكة) واختفوا في غدير من الماء تغطيه أعواد القصب الكثيف. وكمنوا هناك حتى الساعة (٢٠٠٠) وهو الوقت الذي كان يصل فيه المدنيون

<<  <  ج: ص:  >  >>