للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنظمات العاملة مع الجيش:

بعدما يتعرف العدو على عضو من المنظمات الجزائرية الوطنية، أو أحد المسبلين (الأنصار) أو أحد أعضاء المجالس وغيرهم، يحاول الاتصال بهذا العضو العامل من غير إشعاره بأنه على معرفة بنشاطاته وأعماله، ويجرب إقناعه بفائدة بقاء فرنسا في الجزائر، وأهمية التعاون معها، مع مقارنة بعض الأحوال الحاضرة مع ما كانت عليه هذه الأحوال في الماضي، وإبراز نسبة التحسن - المزورة -. ويتعهد له بإعطائه الوظيفية اللائقة به والتي يرغب فيها. وبعد كل هذا الإغراء، يعرض عليه العمل معه، فإذا رضي بذلك انتهت مشكلته وأصبح جاسوسا للعدو. أما إذا رفض، فإنه يترك وشأنه لمدة أيام قليلة، ثم تصدر السلطة - الاستعمارية - أمرها بالقاء القبض عليه، بتهمة العمل مع جيش التحرير الوطني، ويسلط عليه أنواعا من العذاب الوحشي لإرغامه على الاعتراف بمهمته ودوره، ويتظاهر له - أثناء التحقيق - بالشفقة عليه أحيانا، مع الاستمرار في تعذيبه إن لم يعترف. وأما إذا أقر بعمله، فإن مكتب الشؤون الأهلية (الساس) يقتاده فورا إلى مكتبه، مذكرا إياه بكل ما صرح به أثناء استجوابه، وبالأعمال التي قام بها. ويهدده بأن كل ذلك يستوجب قتله. ويقول له: على فرض أني تسامحت معك، فلا بد لي من إلقاء القبض على رفاقك في العمل، الأمر الذي يؤدي إلى إعدامك من قبل جيش التحرير الذي سيتهمك بكشف أمرهم والإقرار عنهم. غير أني أرى من النصيحة لك، ومن الواجب الإنساني، أن أطلق سراحك، حتى ترجع الى عملك كما كنت، ولا ألقي القبض على رفاقك في العمل، وسأشيع بأنك لم تعترف بأي شيء. كل ذلك لتعمل معنا بعد خروجك من السجن. وعليك أن تخبرنا عن تحركات الجيش، وعن أعمالك وأعمال أصحابك

<<  <  ج: ص:  >  >>