للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان الوادي الكبير في حالة فيضان، فقد أغرق بعض المجاهدين. وظهر واضحا أن الاشتباك مع العدو بات أمرا حتميا لا مفر منه. واستشهد أربعة من المجاهدين، وتكبد العدو بدوره بعض الخسائر، غير أن الحظ لم يبتسم للمجاهدين. - عموما - في هذه العملية.

لم تتمكن قوة المجاهدين من إعادة التجمع إلا في (بوزبوغ) حيث انطلقت منها إلى قرية (طاهر) بعد استراحة قصيرة، وأقامت في (بني حبيب). وقد أراد المجاهدون نصب كمين جديد في (الشقفة). غير أن وجود (٩) وحدات من قوى البحرية حمل المجاهدين على تغيير خطتهم، والعدول عن رغبتهم. وتابع المجاهدون تنقلهم بين مشتى (ولد بوفيحا) ودوار (الولجة -كولو). وكان المجاهدون يجدون لأنفسهم فترة من الراحة عندما يستقرون في (جبال القطة) و (تازروت). لينتقلوا بعدها إلى (أحجار مفروه) و (دوار زكار). وكان تكتيك المجاهدين كله قائما على التحرك الدائم، وعدم الاستقرار، لتضليل العدو باسمرار. أثناء إقامة المجاهدين في (دوار زكار) توافرت لهم المعلومات، عن طريق شبكة استخباراتهم، بأن قافلة فرنسية من عربات النقل، قد خرجت من قرية (عين كشرة) متجهة نحو (كولو) أو (سكيكدة) بهدف نقل مواد تموينية وإمدادات على ما يعتقد. فقام المجاهدون بنصب كمين في (دوار زكار) واستخدموا أغصان الأشجار للتمويه، وساروا مسافة تسعة كيلومترات حتى وصلوا الموقع الذي تم اختياره للكمين فيما بين (عين قشرة) و (دراع الأشهب). وفي الساعة (١٦٤٠) ظهرت القافلة الفرنسية وهي في طريق عودتها. وكان عددها (٣١) عربة نقل - كميون - بالإضافة إلى عشرة عربات كانت

<<  <  ج: ص:  >  >>