للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لديهم في هذا المجال إلا القليل من الوسائط المادية - الأعتدة - غير أنهم كانوا يمتلكون بالمقابل عناصر مؤهلة ولديها كفاءة عالية جدا بالإضافة إلى إيمان عميق بشرعية خوضها للصراع. وكانت الصدمة المتوخاة من هذه المهمة تحتل مرتبة عالية من الأهمية، وهي تتطلب الابتعاد عن (الحراش) للمثول في صباح اليوم التالي إلى المكان المحدد، وهو أحدث مقهى في العاصمة (مقهى لوداميا) الواقع عند عقدة الشوارع الرئيسية في المدينة. وقد تطاولت تلك الليلة على المكلف بتنفيذ المهمة (محمد الأندلسي) حتى اعتقد أن فجرها لن يطلع عليه، وقد زاد من قلقه إدراكه لما تتطلبه المهمة من خيال خصب ومن اختيار للوسائل التي لا زال من الصعب عليه اختيارها واستخدامها. المهم في الأمر، هو أن (الأندلسي) قد وصل في الموعد المحدد، فوجد من ينتظره وقد جلس إلى طاولة في زاوية من المقهى. فتم تبادل شارات التعارف من مسافات بعيدة، وتقدم (الأندلسي) فجلس إلى جوار أخيه الفدائي، وبدأ الحديث بينهما على الفور. وكان (الأندلسي) يتحرق شوقا لمعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بمهمته المقبلة.

...

كان التنظيم السري للعدو، والذي عرف فيما بعد باسم (التنظيم السري للجيش الفرنسي - واس) قد نفذ بعض العمليات من هذا النوع وها هم الفدائيون يتحركون على أرضه الخاصة ويسخدمون أجهزته وترتيباته ذاتها. وكانت الإدارة الفرنسية تعمل على نقل صلاة الجمعة بالتناوب، مرة من مسجد أتباع (مالك - أو المالكيين) ومرة من مسجد أتباع (أبو حنيفة - أو الحنفيين) محاولة بذلك الوقوف موقف الحياد من المذهبين

<<  <  ج: ص:  >  >>