للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكراوتيا. كما أرغم على التنازل للبولونيين عن (قامنج) وجميع ما فتحوه في (بردوليا) وعن أوكرانيا أيضا. كما تنازل للبنادقة عن المورة وعدد من المدن في دلماسيا. وبالتنازل عن (آزوف) للروس، فتحت أبواب البحر الأسود أمام القيصر، بعد أن بقي هذا البحر لعهود طويلة بحيرة عثمانية.

كان ملك السويد (شارل الثاني عشر) (١) قد أصبح الآن خصما عنيدا لروسيا، فعمل الباب العالي على التقرب منه، غير أن ملك السويد هزم هزيمة شنعاء عند اصطدامه بالقوات الروسية في معركة (بلتاوا - بلتافا) (٢) فأسبغ السلطان العثماني عليه حمايته في قلعة (بندر) العثمانية. ولكن الباب العالي لم يشرع في الاستعداد لمحاربة قيصر روسيا إلا في أواخر سنة (١٧١٠ م) بعد أن عجز عن الاتفاق معه على عودة (شارل) إلى بلاده. وهكذا اضطر بطرس إلى إيقاف عملياته الحربية في مقاطعة البلطيق، ويعود أدراجه في اتجاه الجنوب. وكاد يقع في الواقع هو وجيشه بكامله في قبضة الجيش العثماني (على نهر البروت) وقدم بطرس غرامة كبيرة حتى سمح له بالتراجع في تموز


(١) شارل الثاني عشر: (CHARLES XII) ابن شارل الحادي عشر، ولد في استوكهولم (١٦٨٢ - ١٧١٨). وما أن تسلم ملك بلاده حتى عمل على توسيع حدودها، فانتصر على ملك الدانمرك في سنة (١٧٠٠ م) وانتصر على الروس في نارفا: NARVA) وعلى ملك بولونيا (أوغست الثاني) في معركة كيسو (KISSOW)(سنة ١٧٠٣) وقاد يعد ذلك جيوشه ضد بطرس الكبير ملك الروسيا. غير أن روسيا ألحقت به الهزيمة في معركة بلتافا سنة ١٧٠٩ م، فالتجأ إلى تركيا (السلطان أحمد الثالث) الذي دعمه فعاد إلى السويد سنة ١٧١٥ , واستمر الصراع حتى قتل أثناء حصار هالدن) آزوف (FREDRIKSHALD HALDEN).
(٢) بلتافا: (PULTAVA) (POULTAVA مدينة أوكرانية (في الاتحاد السوفييتي حاليا) إلى الغرب من خاركوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>